إنّ خبر التقاء البابا فرنسيس بالرئيس الأميركي باراك أوباما في 27 آذار المقبل قد أدفأ قلوب الكاثوليك الذين يرون تداخلاً واسعًا بين أجندة الرئيس واستنكارات البابا المتكررة بشأن انعدام المساواة في الدخل والتفاوت الاقتصادي. بينما يختلف الكاثوليك المحافظون الذين يتكدّرون من النهج الجديد الذي يعتمده البابا آملين أنه سيهزّ إصبعه بوجه أوباما لأنه يدعم حقوق الإجهاض وزواج المثليين.
ولكن عمّا سيتحادث القائدان؟ وما هي المسائل التي سيتجنّبوها؟ مع فرنسيس، كل شيء ممكن!
من المرجّح أن يتحادثا عن الفجوة بين الفقراء والأغنياء. وقد جاء على لسان جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض أنّ أوباما ينوي التحدث مع البابا فرنسيس بشأن كيفية محاربة الفقر والتمييز المتزايد بعد أن أُعجب كثيرًا بالبابا لتعاطفه الشديد مع الفقراء.
هل ستتم هدنة على صعيد الحرب الثقافية؟ فبينما الكنيسة على رأسها البابا تعارض الإجهاض، يدعم الرئيس الأميركي حقوق الإجهاض! وكانت قد جرت معركة طويلة بين الأساقفة الأميركيين والإدارة الأميركية على تأمين وسائل منع الحمل.
ربما سيحاولان إيجاد أرضية مشتركة. إنّ أوباما هو بروتستانتي وغالبًا ما كان الكاردينال جوزيف برناردان مصدر إلهام له ويبدو أنّ البابا فرنسيس يوافق أفكار الكاردينال حول أخلاقيات الحياة مثل الإجهاض والقتل الرحيم.
مسألة السلام في الشرق الأوسط. إنّ من أولويات لقاء البابا بأوباما هي مسألة السلام في الشرق الأوسط وبالأخص كيفية إيقاف الحرب الوحشية في سوريا وسيأتي هذا اللقاء الذي يجمع الطرفين قبل شهرين من ذهاب البابا إلى الأراضي المقدسة. وكان قد اختلف الفاتيكان مع واشنطن عندما هدد أوباما بإطلاق ضربة عسكرية ضد النظام السوري وأما اليوم فسيجتمع البابا بأوباما من أجل التوصل إلى تسوية سلمية.
وأخيرًا من المرجّح أن يقوم الرئيس الأميركي بدعوة الحبر الأعظم لزيارة الولايات المتحدة ولربما أن يقوم البابا بهذه الزيارة في أيلول 2015 للمشاركة في اليوم العالمي للعائلات في فيلادلفيا وسيزور نيويورك أيضًا. وربما سيعطي البابا بعض النصائح لأوباما بشأن السياسة وسيكون من الحكمة أن يسأل أوباما رأي البابا بهذا الشأن على أمل أن ينطبع هذا اللقاء في وجدان الرئيس الأميركي وأن تنتقل عدوى التواضع والمحبة والسلام إليه.