وقد اعترف البابا بأن كلمات يسوع هذه هي صعبة الفهم وتحتاج إلى تمعن لكي نفهم كنهها.
فكلنا يعرف بأن إنجيل المسيح هو “رسالة السلام بامتياز؛ فيسوع نفسه، كما يكتب القديس بولس، “هو سلامنا” (أف 2، 14)، وقد مات وقام لكي يزيل جدار العداوة ولكي يُحلّ ملكوت الله الذي هو محبة، وفرح وسلام”.
وتساءل بندكتس السادس عشر: ” كيف يمكننا إذًا أن نشرح هذه الكلمات؟”، أي كلمة “انقسام” و”سيف”؟
وأجاب البابا قائلاً: ” تعبير يسوع هذا يعني أن السلام الذي أتى لكي يحمله ليس مرادفًا لغياب الصراعات ببساطة. بل بالعكس، سلام يسوع هو ثمرة صراع مستمر ضد الشر”فيسوع يبدأ صراعًا عنيدًا “ضد عدو الله والإنسان، أي الشيطان”.
وأشار البابا إلى أن من يريد أن يتبع يسوع في صراعه هذا، لا بد أن يعرف أنه سيتعرض للمقاومة، وأنه سيصبح رغمًا عن إرادته، “علامة انقسام بين الأشخاص، لا بل حتى في عائلاتهم بالذات”.
وقال بندكتس السادس عشر أنه، من خلال التزامه بالمسيح يصبح المؤمن “”أداة للسلام”، بحسب التعبير الشهير للقديس فرنسيس الأسيزي. لا لسلام هش وظاهري، بل لسلام حقيقي يجري العمل لأجله بشجاعة وثبات في الالتزام اليومي من أجل الانتصار على الشر بالخير (راجع روم 12، 21) ومن خلال دفع الثمن الذي يتطلبه هذا الأمر شخصيًا”.
بندكتس السادس عشر: المسيحي هو في الوقت عينه "علامة انقسام" و "أداة سلام"
كاستل غاندولفو، 19 أغسطس 2007 (zenit.org). – تطرق بندكتس السادس عشر في كلمته اليوم في كاستل غاندولفو، قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي مع الحجاج الذين أموا حاشدين المقر الصيفي للبابا، إلى موضوع السلام، انطلاقًا من إنجيل الأحد بحسب الطقس اللاتيني حيث يصرح يسوع قائلاً: “أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئتُ لأُحِلَّ السَّلامَ في الأَرْض ؟ أَقولُ لَكُم: لا، بَلِ الِانقِسام”.