يُذكر في إنجيل يوحنا، الفصل 20 “ثم وصل سمعان بطرس وكان يتبعه، فدخل القبر وأبصر اللفائف ممدودة، والمنديل الذي كان حول رأسه غير ممدود مع اللفائف بل على شكل طوق خلافًا لها، وكان كل ذلك في مكانه” (يو 20: 6-7) لقد ميّز يوحنا بوضوح بين المنديل الذي كان حول رأسه عن اللفائف الممدودة التي استعملت للفّ جسم يسوع.
إنّ قصة المنديل موثّقة جيدًا وواضحة أكثر من قصة الكفن ومعظم المعلومات تأتي من أسقف أوفييدو بيلاجيوس الذي أشار الى أنّ المنديل كان في فلسطين الى أنّ تم غزو أورشليم على يد كسرى الثاني في العام 614 الذي كان ملكًا على الفرس من 590 حتى العام 628. هُرّب المنديل لكي لا يتمّ تلفه في أثناء الاجتياح أولاً الى الاسكندرية ثم مرّ في شمال أفريقيا الى أن وصل الى أسبانيا مع الناس الفارّين من الفرس. استقبل أسقف إيسيجا اللاجئين والذخائر ووضعه في سيفيل حيث بقي هناك لسنوات عديدة. إنّ التاريخ الأهم في قصة المنديل هو 14 آذار 1075 عندما فُتح الصندوق حيث وُجد فيه المنديل وذخائر أخرى وفي العام 1113 غُلّف الصندوق بالفضة ودُعي المسيحيين الى تكريم هذه الذخيرة التي تحوي الدم المقدس ثم حُفظ المنديل في أوفييدو منذ ذلك الحين.
تظهر الدراسات التي أجراها الدكتور خوسيه فيلالاين العامل في القسم الطبي للفريق المحقق في المركز الإسباني أنّ البقع الموجودة على المنديل تبيّن بأنه عندما وضع على وجه الميت كان مطويًا وليس في الوسط وهذا يعني أنّ الرجل الذي وُضع على رأسه المنديل كان في وضع مستقيم. كما وتظهر البقع الرئيسية الموجودة على المنديل بأنّ البقع تتكوّن من جزء واحد من الدم وستة أجزاء من السائل الجنبي وإذا كان الجسم يعاني من تحركات مفصلية فإنّ السائل يمكن أن يخرج من فتحات الأنف.
– يتبع –
***
نقلته الى العربية (بتصرف) ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية.