ثلاثة أسئلة طرحها الشباب على البابا فرنسيس في أثناء لقائه معهم يوم أمس في تورينو في ختام اليوم الأول حيث التقى بعشرات الآلاف من الشباب في وسط المدينة في ساحة فيتوريو. تمحور السؤال الأول حول المحبة في كيفيّة عيشها بالأخص وأننا نشعر بالكثير من الخيبات عند عيشها فما كبر محبة يسوع لنا؟ وكيف يمكننا أن نعيش محبته؟”
انطلق البابا من إنجيل القديس يوحنا مفسّرًا بأنه لا يمكن التحدّث عن الحياة في الإنجيل من دون أن نتحدّث أيضًا عن المحبة من دون أن تحوّلنا لخدمة الأصدقاء. “إنّ هذه الكلمات الثلاث هي جد مهمة في الحياة ولكنها تملك جذورًا واحدة وهي الرغبة في العيش. واسمحوا لي أن أذكر قول الطوباوي الشاب مثلكم بيار جورجيو فراساتي: “العيش وليس التعيّش!” العيش! وأشار البابا الى الشباب الذين يعيشون من دون حركة قائلاً: “إنه لمن المحزن أن نرى شابًا يتقاعد في عمر العشرين! نعم لقد شاخ الشباب بسرعة!”
ثم تابع البابا ليقول بأنّ المحبة لا تنفع شيئًا إن لم تترجم بالأفعال وهي تظهر في الأعمال أكثر من الكلمات: المحبة ملموسة. لا يكفي أن نقول: أنا أحبكّ أنا أحب الناس أجمعين. لا! ماذا تفعل من أجل الحب؟ الحب يعطي ذاته. فكّروا بأنّ الله نزل بين شعبه وخلّصه وغفر له مرات كثيرة، كم هو طويل الأناة! هذا البعد الأول وأما البعد الثاني فهو الحب الذي يحاور دائمًا، الحب يسمع ويجيب، يتم الحب في الحوار والاتحاد: إنه يحاور. المحبة ليست صماء بل تحاور. هذان البعدان جد مهمين من أجل أن نفهم ما هو الحب، إنه ليس مجرد مشاعر رومانسية آنية أو قصة ما بل هو ملموس وعامل”.
ثم حثّ البابا الشباب على أن يعيشوا الحب بعفة “كونوا أطهارًا عفيفين، لأن الحبيب عفيف ولا يستعمل الآخر لتحقيق نزواته” راجيًا أن يحافظوا على المحبة التي كان يعيشها الأجداد والآباء والأمهات الذين يصلون الى عملهم متعبين لأنهم أمضوا الليل بالقرب من ابنهم المريض “هذا هو الحب!” ثم أشار الى أنّ الحب لا يبحث عن مصالحه الشخصية بل هو خدمة! هو خدمة الآخرين! إنّ قصة محبة الله للبشر ظهرت في العمل والحوار والاحترام والغفران والصبر على مر العصور وتتوجت على الصليب مع يسوع: الإبن على الصليب، هذه هي الخدمة الأكبر وهي إعطاء الحياة في سبيل الآخر والتضحية ومساعدة الغير”.