في مقالة له نشرها عبر موقع firstthings.com تناول جون كريسافجيس وهو رئيس الشمامسة والمستشار اللاهوتي للبطريرك برتلماوس موضوع اللقاء الذي جمع بين البطريرك والبابا كما موضوع رسالة البابا العامة “كن مسبحًا”. استهل الكاتب مقاله معبرًا عن فرحه بمشاركته في إطلاق الرسالة العامة للبابا فرنسيس “كن مسبحًا” في 18 حزيران 2015 والتي قدمها كل من الكاردينال بيتر توركسون من مجمع العدالة والسلام والمتروبوليت جون زيزيولاس وهو رئيس أساقفة ولاهوتي متحدث باسم كنيسة السقطنطينية للبطريركية المسكونية. من هنا أراد الكاتب أن يبدي رأيه في هذه الرسالة العامة التي تتسم بالمسكونية ولا تتوجه فقط نحو المؤمنين في الكنيسة الكاثوليكية ولا حتى نحو المسيحيين وحدهم.
من جهة أخرى قدم الكاتب لمحة سريعة عن علاقة البابا بالبطريرك برتلماوس حيث ومنذ سنة تقريبًا توجه البابا والبطريرك الى القدس للاحتفال بالذكرى ال50 للزيارة التاريخية التي قام بها أسلافهم الى هناك عام 1964. كان البابا بولس السادس والبطريرك أثيناغورس قد قادا مسيرة جديدة للكنيستين بعد مقاطعة دامت بين الكنيسة الشرقية والكنيسة الغربية منذ عام 1054. هما قد كسرا صمتًا دام لسنين عديدة فل500 سنة لم يتكلم قادة الكنيستين مع بعضهما وحين التقا الإثنان في القدس كان أول لقاء بين الكنيستين بعد سنين القطيعة. لم يقف الأمر هنا فأيضًا البطريرك برتلماوس قد شارك في قداس ترأسه البابا فرنسيس من ساحة القديس بطرس وكانت المرة الأولى التي يشارك بطريركًا في احتفال كهذا.
ما أراده الكاتب من هنا هو أن يظهر بأن هذه الرسالة العامة التي اطلقها البابا حول العناية بالخليقة ليست فقط توجيهًا بيئيًا بل هي انفتاحة مسكونية بين الكنيستين. ويضيف الكاتب أنه إن كان الإلتزام هو ما يجذب البطريرك والبابا لإعطاء شهادة مشتركة في عالم قسمته السياسة والتحديات الإقتصادية والدينية…انطلق جون من هذه النقطة ليقول بأن البطريرك برتلماوس شدد دائمًا على البعد الروحي للأزمة البيئية وحتى عرض مفهومًا ثوريًّا عن الخطيئة البيئية عن طريق فهم موضوع التوبة من نظرتنا الى مخالفات الأفراد أو التجاوزات الإجتماعية أو الى سوء المعاملة البيئية لكل ما خلقه الله لنا.</p>
عاد الكاتب ليؤكد أن البابا فرنسيس ومنذ انتخابه اتخذ اسم القديس فرنسيس الأسيزي وهو أمر أراد منه أن يظهر اهتمامه بالمهمشين والمستضعفين والمظلومين ولذلك في الرسالة العامة التي اطلقها رفع صلاة وهي: “أيها الرب إشف حياتنا لكيما نستطيع حماية العالم ولا أن نتخذه فريسة لنا…إلمس قلوب الذين يبحثون فقط عن الربح على حساب خسارة الفقراء.”
أخيرًا ما تذكرنا به رسالة البابا العامة هي أن حماية الطبيعة والمحافظة عليها وخدمة الإنسان هما وجهان للعملة ذاتها وهذا ما يحاول كل من البابا والبطريرك أن يظهره لنا في هذا الوقت العصيب ولا بد من أنهما مرتاحان كثيران في ما يتشاركان به ولذلك هما يستحقان كل صلاة منا ومثالهما يستحق أن نتنبه له وننشره.