في تحليل لآخر التطوّرات ضمن استراتيجية إعلام الدولة الإسلامية، نجد أنّ هذه المجموعة ضاعفت جهودها لنشر أفكارها باللغة الروسية، في إشارة منها إلى أنّ قوّتها تزداد في البلدان السوفياتية سابقاً. وبحسب مقال نينا أشماتوفا الذي نشره موقع asianews.it الإلكتروني، فقد صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنّ ألفَي روسي يحاربون حالياً في سوريا أو العراق، بعد أن كان نيكولاي باتروشيف رئيس مجلس الأمن قد أعلن أنّ منظمات إرهابية، ومنها الدولة الإسلامية، تجنّد مواطنين روسيين، طالباً إلى أجهزة استخبارات البلدان الأخرى زيادة التعاون لوقف التجنيد.
أمّا من الناحية التطبيقية، فقد ظهر مؤخراً جناح بالروسية “فرات ميديا” مع حسابات على موقعَي تويتر وفايسبوك، يبثّ رسائل خاصة بالدولة الإسلامية، كما مقابلات مع مقاتلين روس ناطقين بالعربية. وعبر “فرات”، أعلنت المجموعة تأسيس مقاطعة لها في شمال القوقاز، ضمن روسيا. وعلى الرغم من محاولات عديدة لإقفال هذه الحسابات على صفحات التواصل الاجتماعي، لا تنفكّ حسابات أخرى تظهر ويزداد معها عدد متتبّعيها. تجدر الإشارة إلى أنّ سلف “فرات” ظهر في بداية 2013 كموقع إلكتروني تحت اسم “فيسيريا”، يديره مقاتلون شيشان بإمرة عمر الشيشاني.
من ناحية أخرى، يعتبر قسم من المحلّلين أنّ نشاط الدولة الإسلامية في روسيا لا يشكّل تهديداً حقيقياً، بل هو حجّة تلجأ إليها موسكو لحمل حلفائها الغربيين على إنهاء عزلها بسبب الأزمة الأوكرانية، فيما يرى آخرون أنّ ضبّاط الاستخبارات الروسية يعملون متخفّين في صفوف داعش.