إلى القرّاء الأعزاء
في التاسع والعشرين من نوفمبر الجاري، نشرت وكالتنا رسالة ردّ فيها قداسة البابا بندكتس السادس عشر على رسالة الـ 138 شخصية مسلمة للكنيسة الكاثوليكية والجماعات المسيحية الأخرى.
نود الاعتذار عن خطأ مطبعي صدر في الترجمة: في المقطع الثالث من الرسالة، نشرنا عبارة “في آخر الأزمة” بدلاً من “في آخر الأزمنة”.
لهذا السبب، وبناء أيضاً على طلب بعض قرائنا الأعزاء الذين تسجلوا في نشرتنا بعد نشر رسالة قداسة البابا، نعيد نشر الرسالة مصححة.
البابا يرد على رسالة العلماء المسلمين المفتوحة
التي وقعها 138 شخصية مسلمة في الثالث عشر من أكتوبر
الفاتيكان، 3 ديسمبر 2007 (Zenit.org). – في الثالث عشر من أكتوبر الماضي، وبمناسبة عيد الفطر، وجه 138 شخصية دينية من العالم الإسلامي رسالة مفتوحة الى البابا بندكتس السادس عشر والرؤساء الكنسيين المسيحيين بعنوان “كلمة سواء بيننا وبينكم”.
وقد رد الأب الأقدس برسالة وقعها باسمه أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال ترشيسيو برتوني، موجهة الى صاحب السمو الملكي، الأمير غازي بن محمد بن طلال، رئيس مؤسسة أهل البيت للفكر الإسلامي، الذي عمل شخصياً على إيصال الرسالة المفتوحة الى البابا.
ننشر في ما يلي نص الرسالة التي أوفدها الكاردينال برتوني باسم البابا بندكتس السادس عشر الى الأمير الأردني.
صاحب السمو الملكي
الأمير غازي بن محمد بن طلال
القصر الملكي
عمان
الأردن
من الفاتيكان، 19 نوفبمر 2007
صاحب السمو الملكي،
في الثالث عشر من أكتوبر 2007، وُجِّهت رسالة مفتوحة الى قداسة البابا بندكتس السادس عشر والى رؤساء مسحيين آخرين، موقَّعة من قبل مائة وثمانية وثلاثين رئيساً روحياً مسلماً، ومن بينهم سموكم الملكي. وقد أردتم بدوركم أن توردوا هذه الرسالة الى قداسة البابا من خلال صاحب السيادة الأسقف سليم صايغ، نائب بطريرك اللاتين في الأردن.
وقد سألني البابا أن أنقل شكره لسموكم الملكي ولمن وقّع الرسالة. كما أراد أيضاً أن يعبر عن خالص تقديره لهذه المبادرة، وللروح الإيجابي الذي كُتب به النص وللدعوة الى الالتزام المشترك لتعزيز السلام في العالم.
لا يمكن تجاهل الاختلافات بيننا كمسيحيين ومسلمين، غير أنه من الضروري أن نبحث عمّا يوحدنا، الإيمان بالإله الواحد، خالق الكون، والديان الذي – في آخر الأزمنة – سيحاسب كل واحد بحسب أعماله. جميعنا مدعوون لأن نسلم ذاتنا بكليتها له، وأن نطيع إرادته المقدسة.
ومتنبهاً الى مضمون رسالته العامة “الله محبة”، أشاد قداسته بالإنتباه الذي أُعطي في الرسالة للوصية الثنائية: محبة الله والقريب.
وكما تعلمون، قال البابا بندكتس السادس عشر في بداية حبريته: “أنا مقتنع تماماً بأنه يجب ألا نستسلم الى الضغوطات السلبية في محيطنا، بل أن نؤكد على قيم الاحترام المتبادل، التضامن والسلام. إن حياة كل كائن بشري مقدسة، عند المسيحيين كما عند المسلمين. أمامنا فرص كثيرة للعمل معاً في خدمة القيم الأخلاقية الأساسية” (كلمة البابا الى بعض الجماعات المسلمة، كولون، 20 أغسطس 2005).
هذه الأرضية المشتركة تؤهلنا لأن نبني الحوار على ركائز احترام كرامة الكائن البشري، المعرفة الموضوعية لديانة الآخر، تبادل الخبرات الدينية وأخيراً الالتزام المشترك في تعزيز الاحترام والقبول المتبادلين بين الأجيال الجديدة. ويثق البابا بأنه متى تحقق هذا الهدف، سيكون من الممكن التعاون المثمر في حقلي الثقافة والمجتمع، ومن أجل تعزيز العدالة والسلام في المجتمع وفي العالم.
ولتشجيع مبادركم الجديرة بكل تقدير، يسعدني أن أنقل لسموكم رغبة قداسته العميقة في استقبال سموكم الملكي مع عدد من موقعي الرسالة المفتوحة، يختارهم سموكم.
وفي الوقت عينه، يمكن العمل على تنظيم لقاء بين وفدكم والمجلس الحبري للحوار بين الأديان، بالتعاون مع بعض المعاهد الحبرية المختصة (كالمجلس الحبري للدراسات العربية والإسلامية، وجامعة الغريغوريانا الحبرية). يمكن مناقشة تفاصيل هذه اللقاءات لاحقاً، إذا ما لقي هذا الاقتراح القبول لديكم.
أغتنم شخصياً هذه المناسبة لأؤكد لسموكم الملكي خالص احترامي.
الكاردينال ترشيسيو برتوني
أمين سر الدولة
(ترجمة طوني عساف)