(روبير شعيب)
الفاتيكان، 12 ديسمبر2007 (ZENIT.org). – أشار الأب الأقدس بندكتس السادس عشر إلى أن أحداث الحياة اليومية، صغيرة كانت أم كبيرة هي قسم من تاريخ الخلاص، من تاريخ الله معنا.
جاءت كلماته هذه في معرض كلامه عن القديس باولينوس النولاني، في تعليم الأربعاء. وقد أشار البابا إلى أن القديس كان شاعرًا كبيرًا، وقد ترك إرثًا كبيرًا من القصائد والرسائل.
تزخر قصائد القديس بقراءة الأحداث اليومية على ضوء الحضور الإلهي، الذي يجعل من الحياة البشرية العادية مسرحًا لتاريخ أعظم، هو تاريخ الخلاصة، وتاريخ حضور الله مع أبنائه.
ومن ناحية أخرى، سلط البابا الضوء على نظرة القديس باولينوس إلى الفقراء مشيرًا إلى أن الفقراء كانوا في جماعة باولينوس النسكية “من أهل البيت”، “لم يكن باولينوس يقتصر على التصدق نحوهم: بل كان يستقبلهم كما لو كانوا المسيح نفسه. وكان يحفظ لهم ناحية من الدير، وفي قيامه بذلك كان يبدو له أنه لم يكن يعطي بقدر ما كان يتلقى من خلال تبادل العطايا، بين الاستقبال الذي كان يقدمه، والعرفان المصلي من قبل المسعَفين”.
هذا وتحدث البابا عن الصداقة وهي مجال كان فيه القديس باولينوس “معلمًا حقيقيًا” لأنه رصع حياته بصداقات جميلة مع كبار القديسين مثل أغسطينوس وهيرونيموس.
وأشار البابا إلى أن مفهوم القديس للصداقة يعبر بشكل بديع عن معنى الشركة المسيحية، والشركة الكنسية، واستشهد برسالة وجهها باولينوس إلى القديس أغسطينوس: : “ما من داعٍ للاستغراب، إذا ما كنا نحن الاثنين، رغم بعدنا الجسدي، حاضرين الواحد للآخر، ورغم أننا لم نتعارف فنحن نعرف بعضنا، لأننا أعضاء جسد واحد، لدينا رأس واحد، وتغمرنا موجة نعمة واحدة، ونعيش من خبز واحد، ونسير في درب واحد، ونسكن في البيت عينه”.
وختم مذكرًا بأن مفهوم الشركة إنما هو أحد المفاهيم الأساسية في الفكر الإكليزيولوجي في اللاهوت المعاصر.