بقلم كاري غريس
حاضرة الفاتيكان، 20 ديسمبر 2007 (Zenit.org) – تقول الخبيرة في الفن المسيحي السيدة إليزابيت ليف إن مشهد رواية الميلاد الوحيد في ساحة القديس بطرس لهو تذكير من قبل الأب الأقدس المعلّم بأهمية دور الوالد في العائلة.
فقد أشارت أمانة سرّ دولة حاضرة الفاتيكان خلال الأسبوع الماضي إلى أن مشهد الميلاد في ساحة القديس بطرس الذي سيتمّ الكشف عنه خلال أمسية الميلاد سيتخذ وجهاً جديداً هذا العام، حيث سيتمّ استبدال مشهد المذود والإسطبل بمنزل القديس يوسف، استلهاماً من رواية ميلاد المسيح بحسب القديس متى بدل إنجيل القديس لوقا المعتمَد في العادة.
وفي حديث إلى وكالة زينيت، قالت ليف: “لا يشكل مشهد الميلاد هذا قطيعة مع التقليد ولكنه يقدّم قراءة جديدة لهذه الرواية، كاشفاً عن وجه جديد لها. إنها محاولة لتمثيل خبرة يوسف وحلمه بما سيحصل من ولادة للمسيح وحمل مريم. لم يكن ليتخيّل كيف ستجري الأمور، فيما كان يستعدّ لتولي المسؤولية التي عهده الله بها في رسالة حملها له الملاك. إذاً إنه ما يفكر فيه في منزله في خضمّ عمله قبل حصول الأمر”.
وتابعت ليف تقول: “إن ذلك يتناسب وصورة يوسف وقبوله الدعوة التي وُجهَت له ليكون جزءاً من الرواية. فيوسف ليس نجمة الميلاد، ومع ذلك فإن دوره أساسي. وبالتالي، فإن هذا المشهد لا يتناقض والتقليد البيبلي، بل يعطيه وجهاً جديداً، من خلال النظر إليه من زاوية مختلفة”.
وأكملت الخبيرة في تاريخ الفنون شارحةً: “في روايات الميلاد، تطالعنا صورة الأم الوالدة على الدوام، ولكن هذا المشهد بالذات يشدد على أهمية دور صورة الوالد وتبين كم أنه أساسي. إنه يذكّرنا بأن [المولود الجديد] لم يولد فقط من أم، ويقدّم مشهداً نتأمل فيه في هذا الزمن الذي تُخاض فيه الحروب على الزواج والعائلة. إنها طريقة جيدة تعتمدها الكنيسة بأسلوب غير عدائي أو سياسي لتذكّرنا بأسس مفهومنا للعائلة من خلال مشهد العائلة المقدسة”.
“إنه مشهد ميلادي كما يحبّهم جوزف راتزينغر، أي مشهد تعليمي. فبدل الإكتفاء بعرض الشخصيات، يجري عرضها هذه السنة بطريقة تدعونا إلى التفكير في معاني هذا الميلاد الحدث، وفي الإطار الذي وُلد فيه يسوع، مع تذكيرنا بدور القديس يوسف الأساسي”.
(ترجمة ميرنا تابت)