روما، الجمعة 4 يوليو 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الرابع من يوليو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
***
قيم تستحق أن نموت لأجلها
“صدقوني أن أسوأ جريمة هي أن تفضل حياتك الجسدية فتحافظ على العيش مدمرًا أسباب العيش” (جوفنال). هذا يعني أن هناك قيمًا تستحق أن يموت المرء لأجلها، لأن حياة يحوزها الإنسان بثمن خيانة هذه القيم هي حياة ترتكز على خيانة أسباب العيش، وبالتالي هي حياة مدمَّرة من الداخل. يمكننا أن نعبر عما يقال هنا بهذا الشكل: عندما لا يعود هناك أمر يستحق أن يموت المرء لأجله، تضحي الحياة بلا معنى؛ تفقد الحياة دواعيها. وهذا الأمر لا ينطبق فقط على الحياة الفردية؛ فالأرض أيضًا، والثقافة المشتركة، تتضمن قيمًا تبرر التزام المرء بكل حياته؛ إذا ما انتفت هذه القيم، نفقد الدواعي والدوافع التي تحافظ على التعاضد الاجتماعي وتحافظ على الوطن كجماعة حياة. الإنسان يحتاج إلى التسامي. الذاتية المفردة هي ضيقة جدًا بالنسبة للإنسان. لقد خلق لشيء أكبر. إنكار وجود حياة لاحقة أدى في بادئ الأمر إلى تمجيد متيم للحياة، إلى التشديد على الحياة بأي ثمن… الإنسان يحتاج إلى الأخلاق لكي يكون ذاته. ولكن الأخلاق تتطلب الإيمان بالخلق وبالخلود، أي إنها تحتاج إلى موضوعية وجوب ونهائية المسؤولية والتنفيذ.