بقلم روبير شعيب
سيدني، الاثنين 14 يوليو 2008 (Zenit.org). – جدد الأب الأقدس بندكتس السادس عشر استنكاره وإدانته لظاهرة التحرش الجنسي من قبل الإكليروس في معرض الحوار الذي أقامه مع الصحفيين الـ 43 الذين رافقوه في رحلته إلى استراليا للاحتفال باليوم العالمي للشبيبة.
وأشار البابا إلى أن هذا الموضوع، الذي سلط الضوء عليه في زيارته إلى الولايات المتحدة، سيكون أيضًا موضوعًا رئيسيًا في هذه الزيارة. كما وأشار أنه سيعمل على تحسيس الشبيبة على المسؤولية نحو البيئة.
فعلي السؤال الذي طرحه صحفي من التلفزيون الاسترالي بشأن مطالبة ضحايا الاعتداء الجنسي من قبل الاكليروس الأبَ الأقدس بالكلام عن الموضوع وتقديم اعتذار إلى الضحايا، قال الأب الأقدس: “إن المشكلة مماثلة لمشكلة الولايات المتحدة. وقد شعرت بضرورة الكلام عنها في الولايات المتحدة لأنه من الضرورة أن تقوم الكنيسة بالمصالحة وبدرء هذه المشاكل”.
ولفت أن هنالك ثلاثة أبعاد ينبغي توضيحها:
البعد الأول هو التعليم الخلقي. “يجب أن يكون واضحًا، كما كان واضحًا دومًا منذ العصور الأولى، أن الكهنوت لا يمكن أن يختلط بهذه التصرفات، لأن الكاهن هو في خدمة ربنا، وربنا هو القداسة بالذات”.
“يجب أن نفكر بما نقص في تربيتنا وتعليمنا في العقود الأخيرة: فقد كانت هنالك فكرة التناسبية في الأخلاق في الخمسينيات، والستينيات والسبعينيات: وتقول هذه النظرية أن ما من شيء سيء بحد ذاته، بل هو كذلك تناسبًا مع الآخرين؛ وانطلاقًا من التناسبية بات من الممكن التفكير بأن بعض المواضيع – ومن بينها البيدوفيليا – يمكن أن تكون أمرًا جيدًا. ولكن يجب أن نقول بوضوح أن هذه لم تكن أبدًا تعليم الكنيسة الكاثوليكية. هناك أمور هي سيئة دومًا، والبيدوفيليا سيئة دومًا”.
وأشار الأب الأقدس إلى ضرورة تنشئة الإكليريكيين والكهنة على أن يكونوا “قريبين حقًا من المسيح، أن يتعلموا منه أن يكونوا مسعفين ولا أعداء لإخوتهم البشر والمسيحيين”.
ولذا لفت البابا أنه سيقوم بكل ما هو ممكن لتوضيح تعليم الكنيسة بهذا الشأن، وللمساعدة في تنشئة الكهنة عبر التنشئة الدائمة، والقيام بكل ما هو ممكن للمصالحة مع الضحايا. وعبّر قداسته أن هذا هو جوهر كلمة “اعتذار”، “فالأهم هو أن نقدم مكنون التعبير، ويجب على المكنون أن يلفت إلى ما لم يكن كافيًا في تصرفنا، وما يجب أن نقوم به في هذه اللحظة، كيف يمكننا أن نشفي ونصالح”.