ويدعو إلى التبشير بالإنجيل في رسالة يوم التبشير
بقلم غرة معيط
حاضرة الفاتيكان، 15 يوليو 2008 – إن وضع العالم يثير “قلقاً شديداً” حيال مستقبل البشرية القريب، كما قال بندكتس السادس عشر.
عبر البابا عن هذا القلق في رسالته لأحد التبشير العالمي الثاني والثمانين، المحدد في 19 أكتوبر. وقد تم اليوم الإعلان عن رسالة 11 مايو، المخصصة لموضوع “خدام ورسل يسوع المسيح”.
تدعو رسالة الأب الأقدس الأشخاص “إلى التفكير حول الحاجة الملحة لإعلان الإنجيل، في زماننا هذا أيضاً”. واعتبر سنة القديس بولس “فرصة لنشر الإنجيل حتى أقاصي المسكونة”.
“إن البشرية تعاني، وتترقب حرية حقيقية، وعالماً جديداً وأفضل، وتنتظر “الخلاص”، كما كتب البابا.
وقال أن الوضع العالمي الراهن يثير “مخاوف عميقة في ما يتعلق بمستقبل البشرية القريب”، ذاكراً
العنف، والفقر الذي “يقمع ملايين الأشخاص، والتمييز، وأحياناً حتى الاضطهاد لأسباب عرقية، ثقافية، ودينية، والتهديد المتواصل في العلاقة بين الإنسان والبيئة، والتهجمات على حياة الإنسان بأشكال وطرق مختلفة”.
ويسأل البابا: “أهناك رجاء للمستقبل؟ أو بالأحرى أهناك مستقبل للبشرية؟ نجد، نحن المؤمنون، الأجوبة عن هذه الأسئلة في الإنجيل. المسيح هو مستقبلنا. وقد فهم القديس بولس أن البشرية تجد الخلاص والرجاء فقط في المسيح”.
القديس بولس
شدد بندكتس السادس عشر على أن رسول الأمم قام “من أجل محبة المسيح” “بالسير على طرقات الإمبراطورية الرومانية كبشير، ورسول، ومعلن، ومدرس للإنجيل، الذي أعلن به نفسه “سفيراً بالسلاسل”.
“فقط من هذا المصدر، نستمد التركيز، والحنان، والشفقة، والانفتاح، والاستعداد، والقلق حيال مشاكل الأشخاص، والفضائل الأخرى التي يحتاجها رسل الإنجيل ليتركوا كل شيء، ويكرسوا أنفسهم كلياً وتماماً لنشر عطر محبة يسوع في العالم”، كما قال.
وأعلن البابا: “على الرغم من النقص في عدد الكهنة، والدعوات، تبقى الأولوية لتفويض المسيح لتبشير جميع الشعوب بالإنجيل. تعالوا نلقي شباكنا من غير خوف، واثقين من أنه سيساعدنا على الدوام”.
وقال: “إن الأساقفة، مثل الرسول بولس، مدعوون إلى الوصول إلى أولئك البعيدين، الذين لا يعلمون بعد عن المسيح”، مشيراً إلى أنه يقع على الأساقفة واجب “المساهمة تلقائياً، كل بحسب قدرته، في إرسال كهنة، وعلمانيين إلى كنائس أخرى لخدمة التبشير بالإنجيل”.
وشجع الأب الأقدس الكهنة “على أن يكونوا رعاة أسخياء، ومبشرين متحمسين”، معبراً عن الرجاء بأن “هذا الالتزام التبشيري في الكنائس المحلية لا يقل على الرغم من النقص في عدد الكهنة”.
ودعا الرهبان إلى “نقل إعلان الإنجيل إلى كل إنسان، وبخاصة إلى أولئك البعيدين جداً، من خلال شهادة متماسكة في المسيح، والتزام جذري بالإنجيل”.
وأضاف: “أنتم أيضاً أيها العلمانيون الأحباء، مدعوون إلى تأدية دور أكثر أهمية في نشر الإنجيل”.
واختتم بندكتس السادس عشر رسالته بعبارة تقدير “لمساهمة الأعمال التبشيرية الحبرية في النشاطات التبشيرية التي تقوم بها الكنيسة. فلتكن المجموعة الملتئمة في جميع الأبرشيات في يوم التبشير العالمي رمز اتحاد واهتمام متبادلين بين الكنائس. وأخيراً، فليكثف المسيحيون صلواتهم، التي هي الوسيلة الروحية الأساسية لنشر نور المسيح بين الشعوب، “النور الحقيقي” الذي ينير “جميع ظلمات التاريخ”.