الثامن عشر من يوليو
روما، الجمعة 18 يوليو 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثامن عشر من يوليو للبابا بندكتس السابع عشر، من كتاب “بندكتس”.
الإنجيل يتوجه إلى الثقافات
لا يقف الإنجيل إلى “جانب” الثقافة. فهو يتوجه، لا إلى الفرد وحسب، بل إلى الثقافة بالذات؛ هذه الثقافة التي تترك وسمها في النمو الروحي وفي تقدُّم الفرد، في إثماره أو عدم إتيانه الثمر نحو الله والعالم. ليس التبشير مجرد تأقلم مع الثقافات، وليس إلباس الإنجيل بعناصر من الثقافة، عبر خطوط فكرة سطحية من الانثقاف التي تعتبر أنها تفي دورها عبر بعض التغيير في التعبير، وعبر بعض العناصر الجديدة في الليتورجية. لا، الإنجيل هو انشقاق، هو تطهير يضحي نضجًا وشفاءً. إنه شذب يتطلب التزامًا وفهمًا حليمًا، لكي يتم في الوقت المناسب، وفي المكان المناسب، وبالشكل المناسب؛ إنه شذب يتطلب مشاركة وجدانية وتعاطفًا، وفهمًا للثقافة من الداخل، وتقييمًا لأخطارها ولمؤهلاتها الظاهرة والدفينة. ولذا من الواضح أن هذا الشذب ” ليس مجرد جهد مؤقت تتبعه بشكل آلي عملية نضوج”. فمن الضروري أن يكون هناك لقاءً مستمرًا وصبورًا بين اللوغوس والثقاقة، وأن يقوم المؤمنون بخدمة الوساطة هذه… إن الإيمان المسيحي منفتح على كل ما هو عظيم، وحق، ونقي في ثقافة العالم… كل من يقوم بالتبشير اليوم يجب أن ينطلق من النظر في ثقافتنا إلى العناصر المنفتحة على الإنجيل، إلى “بذور الكلمة”، وأن يعمل على إنمائها.