بقلم روبير شعيب
سيدني، الأحد 20 يوليو 2008 (Zenit.org). – تفعّل محبة الله قوتها فينا فقط عندما نفسح لها المجال لذلك، هذا ما قاله الأب الأقدس بندكتس السادس عشر في القداس الختامي ليوم الشبيبة العالمي.
عبّر الأب الأقدس في مطلع عظته عن الدافع الذي حمله إلى المجيء إلى استراليا كخليفة القديس بطرس: “لقد أتيت يا إخوتي وأخواتي الشباب لأثبتكم في إيمانكم، ولأشجعكم أن تفتحوا قلوبكم لقوة روح المسيح وغنى مواهبه. أصلي من أجل أن يكون هذا التجمع الذي يوحد شباباً من “أمم العالم كلها” (راجع أعمال الرسل 5:2)، عليةً جديدةً”.
وأضاف: “فلتحل نار محبة الله لتملأ قلوبكم، وتوحدكم تماماً بالرب، وبكنيسته، وترسلكم جيلاً جديداً من الرسل لتأتوا بالعالم إلى المسيح!”
وتساءل البابا عن ماهية قوة الروح هذه وأجاب: “إنها قوة حياة الله! إنها قوة الروح عينه الذي رفرف فوق المياه في فجر الخلق، والذي أقام يسوع من بين الأموات، في ملء الزمان. إنها القوة التي تدلنا، نحن وعالمنا، إلى مجيء ملكوت الله”.
الروح يحيي الكنيسة
“إن قوة الروح لا تتوقف أبداً عن إفعام الكنيسة بالحياة! كما أن هذه القوة، ومن خلال نعمة أسرار الكنيسة، تجري في داخلنا، كنهر جوفي يغذي روحنا، ويجذبنا قريباً من منهل حياتنا الحقيقية، الذي هو المسيح”.
واستشهد الأب الأقدس بالقديس إغناطيوس الأنطاكي، الذي مات شهيداً في روما في بداية القرن الثاني، والذي قدم وصفاً رائعاً لقوة الروح المقيم فينا. فقد تحدث عن الروح “كينبوع مياه حية تتدفق في قلبه، وتهمس: “تعال، تعال إلى الآب”.
وأشار بندكتس السادس عشر إلى أنه “بإمكان محبة الله أن تحرر قوتها، فقط عندما يُسمح لها بتغييرنا من الداخل”. لذا “يجب علينا أن ندعها تكسر الغلاف القاسي للامبالاتنا، ومللنا الروحي، وخضوعنا الأعمى لروح هذا الزمن”.
وأوضح أنه “فقط بهذ الطريقة، يمكنا أن ندعها تلهب خيالنا، وتصوغ رغباتنا العميقة”.
ضرورة الصلاة
وفي هذا الإطار تحدث الأب الأقدس عن أهمية الصلاة: “لذلك، فإن الصلاة مهمة جداً: الصلاة اليومية، الصلاة الفردية في سكون قلوبنا، وأمام سر الافخارستيا المقدس، والصلاة الليتورجية في قلب الكنيسة”.
ووصف الصلاة بالقول: “إن الصلاة هي التقبل الخالص لنعمة الله، والمحبة في العمل، والاتحاد مع الروح المقيم فينا، ومرشدنا عبر المسيح في الكنيسة إلى أبينا السماوي”.
ثم أضاف: “إن يسوع حاضر في قلوبنا دوماً، بقوة روحه، منتظراً إيانا بهدوء أن نبقى معه، ونسمع صوته، ونقيم في محبته، وننال “القوة السماوية” التي تخولنا أن نكون ملح ونور عالمنا”.