لنتأمل مع بندكتس

Share this Entry

الثامن والعشرون من يوليو

روما، الاثنين 28 يوليو 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثامن والعشرين من يوليو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.

 “أغابي” المحبة

 هناك أولاً كلمة “دُودِيم”، وهو جمع يشير إلى الحب الذي ما زال غير أكيد، غير محدد، عن حب ما زال يبحث. ثم تستبدل هذه الكلمة، بـ “أَحَابَا”، والتي ترجمتها النسخة اليونانية للعهد القديم بكلمة “أغابي”، التي تضحي الكلمة المميزة التي تعبر عن المفهوم البيبلي للحب. بعكس الحب غير المحدد و “الباحث”، تعبّر هذه الكلمة عن خبرة الحب التي تتضمن اكتشافًا حقيقيًا للآخر، وتجاوزًا للطابع الأناني الذي يسود في نوع الحب الأول. يضحي الحب الآن اهتمامًا وعناية بالآخر. هو لا يبحث عن منفعته الشخصية وعن الغَرَق في نشوة السعادة؛  بل على العكس، يبحث عن خير المحبوب: يضحي تجردًا وجهوزية، لا بل حتى رغبة بالتضحية. إن هذا لجزء من نمو الحب نحو درجات سامية، ونحو تطهير داخلي يسعى ليكون نهائيًا، ويتم في معنيين اثنين: بمعنى الحصرية (هذا الشخص المعيّن فقط) ومعنى “إلى الأبد”. ويعانق الحب الوجود بكامله بكل أبعاده، حتى بعد الزمن. من الصعب أن يكون غير ذلك، لأن وعد الحب يرمي إلى هدفه النهائي: الحب يتوق إلى الأبدية. الحب هو “نشوة”، ليس بمعنى لحظة انفعال، بل كمسيرة، كخروج مستمر من الذات المنغلقة والمركزة على نفسها، نحو تحريرها عبر هبة الذات، وبالتالي نحو اكتشاف أصيل للذات واكتشاف حقيقي لله.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير