الثاني والعشرون من نوفمبر
روما، الجمعة 21 نوفمبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثاني والعشرين من نوفمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
التسبيح والموسيقى
يقول القديس توما الأكويني أنه عبر تسبيح الله يرتقي الإنسان نحو الله. التسبيح هو الحركة والسبيل؛ هو أكثر من الفهم، ومن المعرفة ومن الفعل – إنه “ارتقاء”، طريقة للوصول إلى ذلك الذي يقيم في قلب تسابيح الملائكة. ويشير توما إلى عامل آخر: يجذب هذا الارتقاء الإنسان بعيدًا عما يناقض الله. كل من اختبر ولو لمرة القوة المحولة التي تتحلى بها الليتورجية العظيمة، والفن العظيم، والموسيقى العظيمة يعي هذا الواقع. ويضيف توما أن نغم التسبيح الموسيقي يقودنا والآخرين إلى حس الرهبة. يوقظ فينا الإنسان الداخلي، تمامًا كما خبر أغسطينوس ذلك في ميلانو. بالنسبة لأغسطينوس الأكاديمي، الذي بدأ بتقدير المسيحية كفلسفة ولكنه كان يجد صعوبة في قبول الكنيسة لأنها كانت تبدو له مليئة بالسوقية، كان الاتصال مع الكنيسة المرنمة الخبرة الصاعقة، التي تغلغلت في كامل شخصه، وقادته قدمًا في السبيل نحو الكنيسة. من وجهة النظر هذه، يحوز البعد الآخر – أي تحريض الآخرين على تسبيح الله – معناه وعقلانيته، وخصوصًا عندما نتذكر ما معنى “التربية” بالنسبة للأقدمين، أي هداية المرء إلى طبيعته الحقيقية، كعملية فداء وتحرير.