الخامس والعشرون من نوفمبر
روما، الثلاثاء 25 نوفمبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الخامس والعشرين من نوفمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
المسيح الملك
ما يلفت الانتباه هو أن الله انصاع لرغبة إسرائيل بأن يكون له ملكًا، لا بل قدم لهذه الملوكية إمكانية أن تتجدد وأن تتحقق. كان يسوع ابن داود الملك. لقد دخل الله الجنس البشري بواسطته واعتنق قضية الجنس البشري فيه. إذا ما نظرنا إلى المسألة عن كثب، يمكننا أن نرى أنها الطريقة الأساسية لعمل الله مع البشرية. فهو لا يملك مشروعًا قاسيًا ينبغي أن يحققه بأي ثمن. على العكس، يملك سبلاً عديدة للبحث عن الإنسان ولإيجاده. وهو يستطيع أن يحول سبل الإنسان المعوجة إلى سبل تقود إليه. وهذا الأمر واضح، على سبيل المثال، في خبرة آدم، الذي جعلت خطيئته خطيئة سعيدة في آدم الثاني، المسيح، وهو أمر يتكرر ويتحقق في كل طرق التاريخ البشري المعوجة. هذه هي ملوكية الله – ملكوت حب يسعى طالبًا الإنسان ويجده بأشكال متجددة دومًا. بالنسبة لنا، هذا الأمر يعني ثقة لا تتزعزع. الله يسود علينا كملك، بل أكثر من ذلك هو يسود على كل منا بمفرده. لا يجب على أحد أن يرهب أو أن يخاف. من الممكن دومًا أن نجد الله. ويجب على أسلوب حياتنا أن يكون كذلك – يجب أن نكون دومًا على استعداد، وألا نبقي أحدًا خارجًا، وأن نحاول مرارًا وتكرارًا أن نلاقي الآخرين بقلب منفتح. ليست مهمتنا الأهم أن نحقق ذواتنا، بل أن نكون دومًا مستعدين للانطلاق نحو الله ونحو الآخرين. عيد المسيح الملك بالتالي ليس عيد الخنوعين، بل هو عيد أولئك الذين يعون بأنهم في أيدي ذلك الذي يكتب مستقيمًا على خطوط معوجة.