بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الاثنين 15 ديسمبر 2008 (Zenit.org). – “ستساعد المحبة المسيحيين على تعزيز “العطش” إلى الشركة الكاملة في الحق، وبينا نتبع بطواعية إلهامات الروح القدس، يمكننا أن نترجى الوصول سريعًا إلى الوحدة المرجوة، في اليوم الذي يريده الرب”.
هذا ما قاله البابا بندكتس السادس عشر نهار الجمعة المنصرم لدى لقائه المشاركين بالجمعية العامة للمجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين، الذي تأمل بموضوع: “قبول ومستقبل الحوار المسكوني”.
وعبر الأب الأقدس عن أهمية الموضوع الذي توقفت عليه الجمعية في المسيرة نحو الوحدة التامة بين المسيحيين، لافتًا إلى أن الموضوع يتضمن بعدين جوهريين: “من ناحية، تمييز المسيرة التي تم القيام بها حتى الآن، ومن ناحية أخرى، إيجاد سبل جديدة لمتابعته، عبر البحث سوية عن السبل لتخطي التباعد الذي ما زال موجودًا، وللأسف، في العلاقات بين تلاميذ المسيح”.
كما وشدد البابا على أهمية الحوار اللاهوتي بين الكنائس كونه يشكل “عنصرًا جوهريًا لإعادة الشركة الكاملة التي يتوق إليها الجميع” ولكنه أشار إلى أن هذا الحوار يتم أكثر فأكثر “في إطار العلاقات الكنسية، التي – والحمد لله – تنتشر وتؤدي إلى تواصل ليس فقط بين رعاة الكنائس، بل أيضًا بين كل عناصر شعب الله”.
وشكر الله على التقدم الذي تم إحرازه في الحوار مع الكنائس الأرثوذكسية على صعيد الحوار المسكوني والعلاقات الأخوية متظرقًا إلى النص الأخير الذي أصدرته اللجنة المشتركة العالمية للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية حول موضوع “الشركة الكنسية، المجمعية والسلطة”، والذي “يفتح بكل تأكيد إطارًا إيجابيًا للتفكير حول العاقات القائمة بين الأولية [البطرسية] والسينودوسية [المجمعية] في الكنيسة”، وهو موضوع “ذو أهمية مصيرية” في العلاقات مع الإخوة الأرثوذكس.
كما واعتبر قداسة البابا أن “الروح الصداقة الصادقة الذي ينمو في السنين الأخيرة بين الكاثوليك والأرثوذكس” هو داعٍ للتعزية.
ثم تطرق الأب الأقدس إلى مجريات الجمعية العامة، وبشكل خاص إلى ما يعرف بـ “مشروع الحصاد” حول موضوع: “الإجماعالتقارب المسكوني على بعض عناصر الإيمان المسيحي المتضمنة في تقارير الحوارات الأربعة العالمية الأولى التي جرت في الكنيسة الكاثوليكية بعد المجمع الفاتيكاني الثاني” أي: الحوار من الاتحاد اللوثري العالمي، والحوار مع مجلس الشوري الميثودي العالمي، ومع الشركة الأنغليكانية، ومع الاتحاد الاصلاحي العالمي.
وقال: “لقد عرضتم ما قد تم التوصل إليه، بفضل عون الله، في إطار الفهم المتبادل ووعي عناصر التلاقي، إلا أنكم، وبصدق كبير، لم تتحاشوا الحديث عما تبقى أمامنا وينبغي علينا تحقيقه”.
“يمكننا أن نقول أننا في الطريق، في حالة وسط، تظهر فيها أهمية الاستعراض الموضوعي للنتائج التي تم التوصل إليها”.
المحبة والعطش إلى الوحدة
ثم ذكر البابا الحضور بـ “الوصية الجديدة” التي أعطاها يسوع لتلاميذه، وربطها بصلاة الرب لأجل وحدة تلاميذه، لكي يؤمن العالم أن الله أرسله (راجع يو 17، 21)، وقال: “ستساعد المحبة المسيحيين على تعزيز “العطش” إلى الشركة الكاملة في الحق، وبينا نتبع بطواعية إلهامات الروح القدس، يمكننا أن نترجى الوصول سريعًا إلى الوحدة المرجوة، في اليوم الذي يريده الرب”.
لهذا السبب، يحضنا العمل المسكوني على “تبادل أخوي وسخي للمواهب” علمًا منا بأن “الشركة الكاملة في الإيمان والأسرار والخدمة هي غاية وهدف الحركة المسكونية برمتها”. و “المسكونية الروحية” هي قلب هذه المسيرة، بحسب ما ِصرح المجمع الفاتيكاني الثاني.