القدس، الاثنين 9 مارس 2009 (zenit.org). – ننشر في ما يلي البيان الصادر عن مطرانية الروم الكاثوليك ومطرانية اللاتين بشأن زيارة البابا بندكتس السادس عشر الى الأردن والأراضي المقدسة، نشر أيضاً على موقع أبونا.
أعلن قداسة البابا بندكتس السادس عشر, ظهر اليوم 8-3-2009 في الصلاة التي أعتاد أن يتلوها مع جمهور المؤمنين في ساحة مار بطرس، أنه سوف يحج الى الأماكن المسيحية المقدسة في الأردن وفلسطين واسرائيل وذلك في الثامن من شهر أيار المقبل. ويأتي هذا الحج الى الأردن تلبية لدعوة جلالة مليكنا المعظم ولدعوة الكنيسة الكاثوليكية في بلادنا المقدسة بطريركا واساقفة. تلبية قداسته لهذه الدعوة تملأنا فرحا وفخرا واعتزازا. أما برنامج الزيارة فسوف يعلن عنه في حينه.
1- لا يخفى على أحد أن لهذا الحج هدفا روحيا وإيمانيا. قداسته يأتي حاجا كي يصلي في أماكننا المقدسة، كي يصلي معنا ومن أجلنا. جبال بلادنا وحجارتها وسهولها وينابيعها كونت الاطار الذي عاش فيه المسيح والرسل والانبياء القديسون. بلادنا الأردنية أرض انجيلية مقدسة باركها السيد المسيح، كما باركها الانبياء من قبله، والقديسون عبر القرون والاجيال من بعده.
في مغطس السيد المسيح كانت انطلاقة حياة المسيح العلنية. وفي بيت عنيا عبر الاردن، بالقرب من المغطس، التقى السيد المسيح خمسة من تلاميذه، ومنهم بطرس الرسول، كما ورد في الفصل الاول من انجيل يوحنا. وجدير بالذكر أن قداسة البابا بندكتوس السادس عشر هو خليفة بطرس الرسول. وبالرغم من أن برنامج الزيارة لم يعلن بعد، فمن المؤكد أن قداسته سوف يحج الى المغطس، ويبارك حجري الأساس لكنيستي الروم الكاثوليك واللاتين في المغطس، ويجدد مع المؤمنين مواعيد المعمودية، ويرفع وإياهم صلاته الى الله القدير كي يحفظ اردننا الغالي آمنا، مستقرا مزدهرا بقيادة جلالة مليكنا المعظم، وكي يمن على منطقتنا كلها بالسلام العادل والأمن والازدهار.
2- سنة 1964 بدأ البابا بولس السادس حجه الى الاراضي المقدسة انطلاقا من الاردن، وكذلك البابا يوحنا بولس الثاني عندما حج الى الاماكن المقدسة سنة اليوبيل الكبير. وها أن البابا بندكتوس السادس عشر يتبع خطواتهم ، ويخلق واياهم تقليدا مباركا الا وهو أن حج البابوات الى البلاد المقدسة يبدأ في الاردن أولا. ولا غرابة في ذلك، لآن انطرقة كرازة المسيح بدأت في ربوعنا الاردنية باعتماده على يد يوحنا المعمدان. ولأن المعمودية هي باب المسيحية وباب الايمان بالمسيح والحياة بالمسيح.
3- إن هذا الحج يبرز للعالم أهمية أماكننا المقدسة المرتبطة بجذورنا المسيحية، وهو بمثابة دعوة يوجهها قداسته الى المسيحيين في العالم لكي يحجوا اليها فيزدادوا ايمانا وتقوى وثباتا. كما هو دعوة للمسيحيين في بلادنا وخصوصا للفئات الشابة الى التجديد الروحي بالتوبة وتجديد الايمان في الفكر والفعل على السواء. فنحن أبناء البلاد المقدسة مدعوون لأن نكون قدوة لغيرنا من المسيحيين في التزامنا بمواعيد معموديتنا بفرح وسخاء، وكفرنا بالشيطان وإيماننا بالمسيح.
كلّنا مدعوون الى المشاركة الحارة والحاشدة في استقبال قداسته، بما عٌرف عن شعبنا الأردني من طيب الاستقبال وكرم الضيافة وبما يليق بضيف الأردن وجلالة الملك المعظم. كذلك نحن مدعوون للمشاركة في الصلاة معه في مختلف أماكن الحج التي سوف يزورها، كي نلتمس من الله تعالى البركات السماوية لبلادنا ملكا وحكومة وشعبا.
+ المطران سليم الصائغ مطران اللاتين
+ المطران ياسر عياش مطران الروم الكاثوليك