بقلم الأب رفعت بدر
روما، الجمعة 13 مارس 2009 (zenit.org) – في فبراير 2007 سلمت جلالة الملكة رانيا العبدالله، دعوة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، لقداسة البابا بندكتس السادس عشر، لزيارة الأردن، أرض القداسة والحوار، والأمن والاستقرار. وها نحن في مارس 2009، نصغي إلى الحبر الأعظم يعلن من نافذة الخطاب الأسبوعي عن قرب مجيئه إلى بلدنا الأردني الهاشمي الحبيب.
أردنيا، بندكتس السادس عشر يحل ضيفا على أول بلد عربي، منذ اعتلائه السدة البابوية في أبريل 2005. وهي ثالث زيارة لحبر أعظم إلى الأردن بعد زيارة البابا بولس السادس عام 1964 وزيارة يوحنا بولس الثاني عام 2000. وستشكل الزيارة “الثالثة” دفعا جديدا لمزيد من التعاون بين الأردن والكرسي الرسولي، سيما وأنها في السنة الخامسة عشرة للإعلان عن إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين الصديقين عام 1994. أما السياحة الدينية إلى الأردن، فمرشحة أيضا اثر الزيارة البابوية لمزيد من التطوير والتكثيف وذلك لعدة أسباب: من عدد رجال ونساء الصحافة والإعلام المشاركين في تغطية الزيارة البابوية، ومن التطور التقني السياحي الذي قام به الأردن خلال السنوات الماضية. وأيضا هنالك العديد من الوفود العربية، وبخاصة من سوريا ولبنان، التي ستأتي لزيارة الأردن، أثناء رحلة الحج البابوية إلى أرض المعمودية.
ستسلط الزيارة الضوء على الدور الأردني البارز في دعم الحوار بين الأديان وبخاصة الحوار الإسلامي المسيحي. فالأردن هو الذي قاد الحوار من جديد، متمثلا في رسالة “كلمة سواء” التي استجاب لها الفاتيكان، وتأسس إثرها المنتدى الكاثوليكي الإسلامي الدائم. وسينتعش هذا الحوار على الأرض الأردنية في الزيارة الهامة المدرجة على برنامج البابا، الى مسجد الملك الحسين بن طلال في العاصمة عمان، وفي التقائه بالقيادات الإسلامية ورؤساء الجامعات في حرم المسجد.
توجه الزيارة أنظار العالم على الرسالة الكبيرة والهامة التي تقوم بها الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الأوسط، وهي كنيسة تبقى “حية ونشطة على الرغم من الصعاب التي تواجهها”، لكنها بحاجة إلى تعزيز وتشجيع، نظرا للهجرة المسيحية من الشرق التي تزيد باضطراد، تبعا للأوضاع الجيو سياسية الخطيرة والنزاعات الثقافية والمصالح الاقتصادية والاستراتيجية بالإضافة إلى محاولات تبرير هذه الأوضاع من خلال تصنيفها في خانة الخلافات الدينية أو الاجتماعية.
وعلى المستوى الكنسي في الأردن، ستكون الزيارة، بإذن الله، تعزيزا للحضور المسيحي المشرق، في المجتمع الأردني، فالبابا سيضع حجر الأساس لأول جامعة كاثوليكية في الأردن، جامعة مادبا، وهو الذي تبرع شخصيا بملغ كبير من أجل إنشائها. وهذه هي رسالة الكنيسة التربوية الثقافية. وأيضا سيزور مركز سيدة السلام لذوي الحاجات الخاصة، وهذه هي الرسالة الاجتماعية والخدماتية. وأخيرا سيزور البابا موقع المغطس التاريخي الهام، وسيبارك حجر الأساس للكنيسة التي شرع ببنائها قرب النهر الخالد. وهذه هي رسالة الكنيسة الروحية. وفي كل مرافق الكنيسة وأوجه رسالتها، الأبواب مفتوحة للجميع، دون تمييز في اللغة والدين والعرق. وفي هذا تلتقي رسالتها مع جوهر الدستور الأردني، الذي يقول: “أنّ الأردنيين أمام القانون سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وإنْ اختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين”.
الزيارة البابوية، من نافذة الأردن إلى العالم، رسالة حب وسلام.
ومعا، خلف قيادة الأردن الحكيمة، للترحيب بالضيف الكبير، قداسة البابا
الأب رفعت بدر هو محرر موقع أبونا، والناطق الإعلامي الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية في ما يتعلق بزيارة البابا الى الأردن.