البابا: "إن المسيحي ذا الإيمان الراشد والناضج ليس من يتبع موجة الموضة وآخر المستجدات، بل من يعيش بشكل عميق متجذرًا في صداقة المسيح"

Share this Entry

ويحض الأساقفة على حماية العائلة وعلى تشجيع انخراط الكنيسة في مجالي الثقافة والاتصالات

بقلم روبير شعيب

لواندا، السبت 21 مارس 2009 (Zenit.org). – “في وجه نسبية متفشية، لا تعترف بأي شيء نهائي، بل تميل إلى جعل الأنا الفردي ونزواته مقياسًا نهائيًا، في وجه هذه النسبية نحن نعرض مقياسًا آخر: ابن الله، الذي هو أيضًا إنسان حق. هو مقياس الأنسية الحقة”، هذا ما قاله البابا بندكتس السادس عشر لدى لقائه بأساقفة الأقدس أنغولا وساو تومي، في كابيل النيابة الرسولية في لواندا يوم الجمعة 20 مارس 2009.

تحدث البابا في مطلع اللقاء عن “أوجاع المخاض” التي عاشها ويعيشوها المسيحيون في تلك المناطق، وألمح إلى أنه هذه الأوجاع تشكل جزءًا من عمل توليد صورة المسيح في شعب الله.

وأردف قائلاً: “سيكافئكم الرب على كل جهد رسولي قمتم به بحالات صعبة، إن خلال الحرب أو خلال الأيام الحاضرة مع كثير من القيود، مسهمين بهذا الشكل بمنح الدينامية التي يعرفها الجميع لكنيسة أنغولا وساوتومي و برينسيبي”.

 

تحدي النسبية

ثم تحدث الأب الأقدس عن “نسبية متفشية، لا تعترف بأي شيء نهائي، بل تميل إلى جعل الأنا الفردي ونزواته مقياسًا نهائيًا”، مشددًا على أن المسيحية تعرض مقياسًا آخر: “ابن الله، الذي هو أيضًا إنسان حق. هو مقياس الأنسية الحقة”.

وأضاف: “إن المسيحي ذا الإيمان الراشد والناضج ليس من يتبع موجة الموضة وآخر المستجدات، بل من يعيش بشكل عميق متجذرًا في صداقة المسيح. تفتحنا هذه الصداقة نحو كل ما هو صالح وتقدم لنا معيار التمييز بين الخطأ والصواب”.

 

تحديات الثقافة

وبالحديث عن الحقل الثقافي قال: “إن مجال الثقافة هو بكل تأكيد مصيري بالنسبة لمستقبل الإيمان ولتوجه الحياة في هذه البلاد. وتتمتع الكنيسة في هذا المجال بمؤسسات أكاديمية شهيرة، يجب أن تضحي محل افتخار لكي ما يكون صوت الكاثوليك حاضرًا دومًا في النقاش الثقافي للأمة، حتى تتقوى، على ضوء الإيمان، قدرات التحليل العقلاني للأسئلة العديدة التي تنبع في مجالات العلوم والحياة المختلفة”.

ودعا البابا إلى استعمال مختلف وسائل الاتصال المتوفرة حاليًا لنشر الإنجيل: “إن الثقافة ونماذج التصرف تجد نفسها اليوم أكثر فأكثر متأثرة بالصور التي تقدمها وسائل الاتصال الاجتماعي؛ لذا فإنه لأمر حميد أن تصبوا  كل جهودكم للحصول في هذا المجال أيضًا على قدرة تواصل تمكنكم من تقديم تفسير مسيحي للأحداث والمشاكل والوقائع البشرية للجميع”.

 

حماية العائلة

وتوقف الاب الأقدس بشكل خاص على التحديات والمخاطر التي تواجهها العائلة. وأشار إلى أن العائلة “تحتاج بشكل خاص إلى التبشير وإلى الدعم الملموس، لأنه إلى جانب الهشاشة وعدم الاستقرار الداخلي في الكثير من الاتحادات الزوجية، هناك الميل المتفشي في المجتمع وفي الثقافة على معارضة المهمة الخاصة الموكلة إلى العائلة المبنية على الزواج”.

وحض في هذا الإطار الأساقفة قائلاً: “استمروا، في اهتمامكم الرعوي بكل كائن بشري، برفع صوتكم للدفاع عن قدسية الحياة البشرية وعن قيمة المؤسسة الزوجية ولأجل تعزيز دور العائلة في الكنيسة والمجتمع، طالبين مقاييس اقتصادية و قانونية تمنح للعائلة الدعم في إنجاب وتربية الأولاد”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير