المنعقد منذ الثامن ولغاية الحادي عشر من سبتمبر تحت شعار “شركة ووَحدة”
روما، الجمعة 10 سبتمبر 2010 (Zenit.org) – في رسالة حملت توقيع الكاردينال أمين سر الدولة ترشيزيو برتوني، يرحب بندكتس السادس عشر بفرح بتنظيم المؤتمر المسكوني الدولي الثامن عشر ذات الروحانية الأرثوذكسية والمتمحور حول الشعار التالي “شركة ووَحدة”، وذلك في دير بوجيه من الثامن ولغاية الحادي عشر من سبتمبر الجاري.
هذا المؤتمر الذي ينظم بالتعاون مع الكنائس الأرثوذكسية منذ حوالي 20 سنة يشكل فرصة سانحة للتحاور حول مواضيع أساسية في الحياة الروحية، حيث تتلاقى تقاليد الشرق والغرب المسيحيين مع رغبات الإنسان المعاصر.
في رسالته، يشدد البابا على “الالتزام المتزايد بهذه المبادرة” التي يشير إلى أنها تعتمد للمرة الأولى على مداخلات العديد من الأساقفة والرهبان والكهنة والمؤمنين العلمانيين.
وتعليقاً على خيار شعار المؤتمر، يلفت البابا إلى أنه “مثير للاهتمام” و”غني بالعناصر التي لا بد من التأمل بها” وأنه موضوع راهن رعوياً وثقافياً.
ختاماً، يدعو المشاركين إلى “توجيه أنظارهم إلى الطوباوية مريم العذراء، والتأمل بهديها في يسوع المسيح، أفضل مثال عن التناغم بين الشركة والعزلة، حيث يبقى الله الواحد والثالوث شخصياً”.
وفي رسالة أخرى إلى رهبان بوجيه، تحدث بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول عن إسهام الرهبان الثمين في عصر كعصرنا وفي عالم شديد الاضطراب.
وتابع قائلاً أن هذا الالتزام “يعكس تعريف الراهب الذي أعطاه إيفاغريوس البنطي في القرن الرابع عندما شبهه بكائن “منفصل عن الجميع، وإنما متحد مع الجميع” (عن الصلاة، 124)، ويلبي دعوة برصنوفيوس و يوحنا من غزة التي أطلقت في القرن السادس لكي يكون الراهب “مع الآخرين وإنما من غير أن يكون معهم” (الرسالة 173)”.“ففي الواقع أن الوَحدة والصمت يعلماننا السبيل الجيد لنكون في حالة تواصل وشركة مع الآخرين”، حسبما شدد برتلماوس الأول.
من جهته، يذكر كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا في رسالة كتبها أيضاً بمناسبة مؤتمر بوجيه بأنه “يجب اعتبار الانعزال والابتعاد عن العالم، والانفتاح على الشركة مع القريب، كممارسات روحية ضرورية على درب الخلاص. فالمخلص بذاته أعطانا مثلاً عن الوحدة المتناغمة للحياة المشتركة والعزلة، عندما ابتعد إلى مكان قفر لتلاوة صلاة فردية عندما كان يبشر بالإنجيل مع تلاميذه” (لو 6، 16).
ويتابع قائلاً أن رهبنة الحبساء الروسية لطالما بحثت عن هذا التوازن بين الحياة المشتركة والعزلة، مدركة أن الابتعاد عن إغراءات العالم، والخدمة الجماعية مهمان في حياة المسيحي، ويجب أن يكونا في المستوى عينه”.
ويختتم البطريرك: “يجب أن يرى العالم أن مواهب الروح القدس التي تغير الحياة البشرية ما تزال اليوم تتدفق بين الساعين إلى العيش بحسب الإنجيل، كما كانت تفيض على أتقياء القرون الماضية”.