الدعوة إلى لقاء أسيزي هي دعوة إلى عيش الأديان كرسالة سلام
مصر، الثلاثاء 18 ديسمبر 2011 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي القسم الثاني من المقابلة التي أجرتها زينيت مع رئيس الاساقفة مايكل لويس فيتزجيرالد سفير دولة الفاتيكان في مصر حيث توقف سيادته بشكل خاص على أبعاد خطاب البابا ودعواته إثر اعتداءات الإسكندرية، وعلى حالة الحوار بين الأديان في مطلع العام الجديد.
* * *
** البعض قال ان البابا طالب السطات المحلية باجراءات تعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية لتلك الدول .. ما صحة هذا القول من عدمه ؟
قداسة البابا قال بالنص : “ان الكلمات ليست كافية بل يجب ان تصاحبها افعال ملموسة من قبل السلطات السياسية كافة”. وبالاشارة الى رسالة اليوم العالمي للسلام تحت عنوان ” الحرية الدينية درب للسلام “، فقد استهلت بالكلام على الهجوم الذي وقع على كنيسة سيدة النجاة في بغداد واسفر عن مقتل العديد من المسيحيين . كما تحدثت الرسالة عن الخطط المسبقة التي تستهدف المؤمنين والرموز الدينية “. وعلى الرغم من ان المسيحيين هم الجماعة الاكثر معاناة بسبب ايمانهم الا ان هذه الرسالة موجهة لكل المؤمنين .
** هل يمكن ان يفهم من احاديث البابا بندكتس انها تهديد للتعايش بين الاقليات والاغلبية او لهوية الاغلبية ؟
البابا شدد في كلماته على ان ” الدفاع عن الدين هو دفاعا عن الحقوق والحريات لكافة الجماعات المؤمنة . ومن هنا على القادة الدينيين والسياسيين تقديم الدعم الكافي لحماية الحريات والاقليات الدينية . فهذا ليس تهديدا لهوية الاغلبية بل دعوة للحوار والتواصل الثقافي “.. ومن خلال هذه المبادرات سيكون هناك انفتاحا متبادلا للحريات والحقوق في كل انحاء العالم وليس للمسيحيين وحسب بل لاتباع الديانات كافة “.
** كيف تفسرون اذن موقف الازهر الشريف من الفاتيكان والبابا رغم ان على راسه امام ذو افكار تقدمية وله علاقات طيبة مع الغرب عموم
يبدو أن هناك سوء فهم من جانب شيخ الأزهر بخصوص ملاحظات البابا بندكتس السادس عشر. وبصفتي الممثل الرسمي للبابا هنا في مصر، أصدرتُ تصريحاً أُرسل للصحف لتوضيح الموضوع.
كما أن مسألة الحرية الدينية، وهي موضوع كلمة البابا بندكتس ليوم السلام هذا العام، محل اهتمام دول كثيرة وخصوصاً في أوربا. ومن هنا يكون من الطبيعي أن مطالبات هذه الدول من أجل حماية الأقليات الدينية شبيهة بمطالبات قداسته.
ومن ثم فان تصريحات البابا بندكتس السادس عشر ليست تدخلا في السياسات الداخلية للدول ، بل دعوة للافراد والقادة لاحترام المعتقدات الدينية وتشجيع كافة المبادرات السلمية .
** في وسط هذا الجدل الفكري اطلق الحبر الاعظم دعوة للقاء في اسيزي هل كان الوقت ملائم لهذه الدعوة؟
قداسة البابا اشار الى تزامن عام 2011 الذكرى الخامسة والعشرون لليوم العالمي للصلاة من اجل السلام الذي دعا اليه في اسيزي السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني .
ولهذه المناسبة اعرب البابا عن رغبته في دعوة المسيحيين بمختلف طوائفهم وجميع مؤمني الديانات الاخرى ذوي الارادة الحسنة لزيارة اسيزي بهدف تجديد وعد كل انسان كي يعيش ايمانه في خدمة السلام”.
** شيخ الازهر فضيلة الدكتور احمد الطيب قال اننا لن نشارك في مؤتمرات حواريه مع الغرب الا اذا كانت هناك فرصة لتوضيح آرائنا …. هل تخشى على عملية الحوار القائمة بين الازهر والفاتيكان على نحو خاص؟
نرجو أن لا يؤثر سوء الفهم الحالي على الحوار بين الكرسي البابوي والأزهر، ذاك الحوار الذي كان متقدماً لسنوات طويلة. في الحقيقة، تؤدي حالات سوء الفهم إلى زيادة الحاجة إلى الحوار.
اما فيما يختص بدعوة الحبر الاعظم للقاء اسيزي لكل اتباع الديانات فقد تم فقط الإعلان عنه ولكن لم تُرسل دعوات ولذلك لم نتلق ردودا رسمية.
** هل تعتقد سيادتكم ان هذا هو الوقت الملائم لان تكثف الكنيسة الكاثوليكية في مصر من تلاحمها مع جموع الشعب المصري بهدف تعزيز حضورها الايجابي؟
من المهم في الموقف الحالي بالنسبة لكل مواطني مصر أن يتحدوا حتى يتم الترحيب بكل مبادرات اتحاد الشعب. وفي هذا الإطار، فإن الكنيسة الكاثوليكية في مصر بكل طقوسها المختلفة لديها دورها. لا يتعلق الأمر بزيادة أهمية الكنيسة الكاثوليكية. ولكن البيانات الختامية لسينودس الشرق الأوسط تتعلق بإثبات الوحدة من خلال خدمة المجتمع الأكبر.