أعضاء كثيرة في جسد واحد
روما، الأربعاء 19 يناير 2011 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي مراجع النصوص البيبلية، والتأمل والصلاة المقترحين لليوم الثاني من أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، يوم الأربعاء 19 يناير.
هذه النصوص تشكل جزءاً من المواد التي وزعتها لجنة “إيمان ودستور” التابعة للمجلس المسكوني للكنائس، والمجلس الحبري لتعزيز الوحدة بين المسيحيين. وقد تولت صوغ النص مجموعة من الممثلين المسكونيين من القدس.
***
اليوم الثاني
أعضاء كثيرة في جسد واحد
قراءات
أشعيا 55: 1، 4
هلموا إلى المياه
المزمور 85: 8، 13
الخلاص قريب منا
1 كور 12: 12، 27
فإننا بالروح الواحد قد تعمدنا جميعاً لنصير جسداً واحداً
يو 15: 1، 3
أنا الكرمة الحقيقية
تعليق
إن كنيسة أورشليم الموصوفة في أعمال الرسل هي نموذج الوحدة الذي نسعى إليه حالياً. وهكذا، تذكرنا بأن الصلاة من أجل وحدة المسيحيين لا تهدف إلى التشابه، لأن الوحدة تميزت منذ البداية بتنوع غني. كنيسة أورشليم هي نموذج أو رمز الوحدة في التنوع.
يقول لنا نص العنصرة في كتاب أعمال الرسل أن كل لغات وثقافات العالم المتوسطي القديم وغيره كانت ممثلة آنذاك في أورشليم، أن الناس كانوا يسمعون الإنجيل بلغاتهم المختلفة، وأنهم من خلال عظة بطرس، اتحدوا مع بعضهم البعض في التوبة والعماد وفيض الروح القدس. من جهته، يكتب القديس بولس لاحقاً: “فإننا، بالروح الواحد، قد تعمدنا جميعاً لنصير جسداً واحداً، سواء كنا يهوداً أم يونانيين، عبيداً أم أحراراً، وقد سُقينا جميعاً الروح الواحد”. إن الجماعة التي كانت مثابرة على تعليم الرسل والشركة الأخوية لم تكن جماعة متماثلة مؤلفة من أرواح متشابهة، من أشخاص تجمعهم الثقافة واللغة، بل كانت جماعة متسمة بتعددية كبيرة وكانت اختلافاتها قادرة على التحول بسهولة إلى خلافات. هذا ما حصل بين المسيحيين اليونانيين والمسيحيين العبرانيين في شأن الإهمال الذي كان يلحق بالأرامل اليونانيات، كما يروي القديس لوقا في أعمال الرسل 6،1. ومع ذلك، فإن كنيسة أورشليم كانت موحدة بذاتها، ولم تكن إلا واحدة مع الرب القائم من بين الأموات الذي يقول: “أنا الكرمة وأنتم الأغصان. من يثبت فيّ وأنا فيه، فذاك ينتج ثمراً كثيراً”.
اليوم، ما يزال هناك تنوع واسع في كنائس القدس وكنائس العالم أجمع. في القدس، يمكن لهذا التنوع أن يتحول بسهولة إلى خلاف لأن الأجواء السياسية الحالية المتصفة بالعدائية تزيده. لكن، وعلى غرار كنيسة أورشليم الأولى، فإن المسيحيين في القدس يذكروننا اليوم بأننا نشكل الأعضاء المتعددة لجسد واحد، أننا وحدة في التنوع. وتعلمنا تقاليد قديمة أن التنوع والوحدة موجودان أيضاً في أورشليم السماوية. وتذكرنا بأن الاختلاف والتنوع لا يعنيان الانقسام والشقاق، وأن وحدة المسيحيين التي نصلي من أجلها تستلزم دوماً تنوعاً فعلياً.
صلاة
أيها الإله الذي تنبثق منه كل حياة في تنوعها الغني، والذي تدعو كنيستك كجسد المسيح لتكون موحدة في المحبة. اجعلنا نفهم وحدتنا في التنوع أكثر فأكثر، واجعلنا نجتهد في العمل معاً لإعلان وبناء ملكوت محبتك العظيمة للبشرية، بمرافقة بعضنا البعض في كل مكان. اجعلنا ندرك على الدوام أن المسيح هو مصدر حياتنا المشتركة. هذا ما نلتمسه منك بوحدة الروح. آمين.