الأنبا أنطونيوس نجيب: “لنناقش كافة أوجه الخلاف حتى نبني حواراً أكثر خصوبة ونفعا للطرفين”
الكاردينال جان لويس توران: “المجلس الحبري لحوار الاديان لم يتلق أية إفادة من الأزهر تفيد بوقف الحوار”
حاورته ماري السمين
القاهرة، الخميس 27 يناير 2011 (Zenit.org) أجرت وكالة زينيت حديثاً خاصاً مع غبطة البطريرك الكاردينال أنطونيوس نجيب بطريرك الاقباط الكاثوليك ورئيس مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك بمصر، حول أزمة تجميد لجنة الحوار بين الازهر والفاتيكان مما أدى الى الغاء اجتماع اللجنة السنوي بين الطرفين والتي كان من المقرر عقده في 8 فبراير القادم في الفاتيكان، بسبب ما وصفته بعض وسائل الاعلام “بتدخل” الفاتيكان في الشأن الداخلي المصري على غرار حوادث العنف التي تعرض لها مسيحيو مصر في الآونة الأخيرة.
ما تعليقكم على قرار الأزهر بتجميد الحوار بين الازهر والفاتيكان؟
ـكان هذا القرار مفاجأة لنا . واعتقد أن السبب الرئيسي هو الترجمة الخاطئة أو التفسير غير الصحيح لأقوال قداسة البابا، كما جاءت في إحدى القنوات التلفزيونية العربية. وقد تناقلته جميع وسائل الإعلام المصرية، وحتى الجهات العليا الدينية والسياسية والفكرية، معتبرة إياه عبارات صادرة عن قداسة البابا بندكتس السادس عشر، وبنت تصريحاتها ومواقفها عليه. ومن جهة أخرى، فإن تجميد الحوار لا يعني قطع العلاقات بين الأزهر والفاتيكان، كما أكد أيضا سعادة السفير محمد رفاعه، المتحدث الرسمي للأزهر . ويبني الأزهر قراره علي أن مواقف الحبر الأعظم بنديكتس السادس عشر من الإسلام سلبية. ويشير إلى أقوال أخرى سابقة . والواقع أن هذه أيضا كانت قد تعرّضت لتفسير غير صحيح. وقد تكون هذه المناسبة فرصة سانحة لبحث ودراسة كل نقاط الخلاف التي أدّت الى هذا التصاعد، لمعالجتها وتوضيحها وتخطّيها، في سبيل العودة الى حوار أكثر خصوبة ونفعا للطرفين .
هل كانت زيارتكم الاخيرة لروما تتعلق بهذا القرار وفي حالة النفي هل تم التطرق لقرار الازهر هذا خلال هذه الزيارة؟
زيارتي الاخيرة لروما والتي انتهت منذ يومين، كانت للاشتراك فى لجنة المتابعة لأعمال السينودس من أجل الشرق الأوسط الذي عقد من 10 ـ 25 أكتوبر الماضي، وكانت مقرَّرة منذ اختتام اعمال السينودس. وقد انتهزت هذه الفرصة لأحتفل بالقدّاس الإلهي يوم الأحد الماضي مع أبناء رعيتنا في روما. من بين أعضاء اللجنة، نيافة الكاردينال جان لويس توران، رئيس المجلس الحبري أكد لي رغبة الفاتيكان الأكيدة في استمرار سبل الحوار، إلا أن المجلس الحبري لم يتلق أية إفادة من الأزهر تفيد بوقف الحوار. وبالتالي يعتبر المجلس أن الحوار قائم ولا تغيير في برنامجه، الذي يتضمن اجتماع اللجنتين في روما في فبراير القادم .
دور الكنيسة الكاثوليكية المصرية في معالجة هذه الازمة؟
أول ما نقوم به هو الصلاة للرب، ملك السلام ، ليملأ روح السلام الأفكار والقلوب لتتفتح علي بعضها البعض بالاحترام والقبول المتبادلين ، للبحث عما هو مشترك بينهما، من أجل بناء الإنسان والمجتمع .
وقد قامت الكنيسة الكاثوليكية في مصر بعدة مبادرات. أولها بيان من سيادة سفير الفاتيكان بمصر المطران مايكل فيتزجرالد والذي عمل سابقاً رئيساً للمجلس الحبري للحوار بين الاديان، ذكر فيه كلمات قداسة البابا الفعلية، وبيّن أنها لا تتضمّن أبدا تدخلا في الشؤون الداخلية، ولا دعوة لتدخلات أجنبية من أجل حماية المسيحيين في الشرق الأوسط . فالحبر الأعظم يدعو الرؤساء والحكومات إلى حماية مواطنيهم المسيحيين .
كما توجّه وفد، يتكون من صاحبي السيادة نائبي غبطة بطريرك الأقباط الكاثوليك ومدير المكتب الصحفي الكاثوليكي، لمقابلة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الازهر أحمد الطيب، وعرضوا عليه النص الفعلي لأقوال قداسة البابا. وبالمثل ذهب غبطة بطريرك الروم الكاثوليك الملكيين، الذي كان موجودا في مصر، لمقابلة سيادة وزير الأوقاف وأعلمه أيضا بأقوال الحبر الأعظم وبمعناها الصحيح. وأنا وجّهتُ نداءً إلى كل الكاثوليك في مصر، للعمل علي نشر وتثبيت روح القبول والتقارب والإخاء والعمل المشترك .
إننا نضع كل ذلك، وأية مبادرات أخرى، بين يدي الرب وأمنا السيدة العذراء، ملتمسين من الروح القدس أن ينير قلوبنا جميعا، لإزالة كل معوقات التلاقي والمشاركة، من أجل بناء السلام والمحبة .