واشار الى ان “هذا الحدث هام جدا، بحيث سيسجل على صفحات تاريخ لبنان والموارنة الذين طبعوا في حياة الكنيسة الكاثوليكية نموذج حياة، عنوانه الولاء المطلق والتعلق الكامل بالكرسي الرسولي والجالس عليه، وعبر الموارنة عن هذا التعلق عبر تاريخهم الطويل”.
واوضح ان “العلاقة التاريخية القائمة بين الموارنة والكرسي الرسولي، تعود الى الاجيال الاولى للمارونية. ففي منتصف القرن الخامس وعلى اثر انعقاد المجمع الخلقيدوني سنة 451، وجه البابا لاوون رسالة الى آباء المجمع يحدد فيها شخص المسيح في طبيعتين، طبيعة إلهلية وطبيعة انسانية”، مشددا على ان “تعلق الموارنة بهذا البابا العظيم، جعل الناس يدعونهم “غرسة لاوون”، وكان لرسالة البابا هورميزدا التي وجهها الى رئيس دير بيت مارون على اثر المذابح التي وقعت سنة 517 وذهب ضحيتها 350 راهبا، اطيب الاثر في نفوس الجماعة المارونية”.
وتابع: “وعادت العلاقة مع الكرسي الرسولي في العهد الصليبي بعد انقطاع دام اجيالا بسبب الاضطهاد والمعاناة الشديدة التي كان يعانيها الموارنة، بحيث كان المرسلون من الطرفين يتنقلون بحرية مما دفع بالبطريرك إرميا العمشيتي الى الذهاب الى روما للمشاركة في المجمع اللاتراني الرابع 1215 وتجديد العلاقة مع الكرسي الرسولي وكانت رسائل الباباوات الى البطاركة الموارنة ملأى بالثناء العطر على تمسكهم بالايمان وتعلقهم بالكرسي الرسولي، بالرغم مما يتعرضون له من عذاب واضطهاد، ووصفوهم بوردة بين الاشواك”.
ولفت الى ان “تأسيس المدرسة المارونية في روما سنة 1584 جاء فعل عطف ابوي من البابا نحو الموارنة، مما توج العلاقة التاريخية وفتح امام الطلاب الموارنة آفاق العلم والمعرفة والانفتاح على العالم، وكان للتلاميذ الموارنة تفوق ادهش العالم الغربي حتى ضرب بهم المثل “عالم كماروني”، وكان انشاء الوكالة البطريركية في روما التي كانت ولا تزال بيت اللبنانيين كافة على اختلاف طوائفهم ومللهم وكانت بمثابة سفارة يوم لم يكن من سفراء للبنان”.
واردف: “لا يخفى على احد ما للرهبانيات المارونية من دور فعال في تمتين العلاقة مع الكرسي الرسولي، وجاءت دعاوى تطويب وتقديس شربل ورفقا ونعمة الله ويعقوب الكبوشي واسطفان نعمه والبطريرك اسطفان الدويهي، لتزيد من هذه العلاقة متانة وتجعل الكرسي الرسولي ينظر الى الموارنة على انهم شعب مؤمن متعلق بالفضائل الانجيلية والمبادىء السامية”.
وختم: “اكتفي بهذه العجالة عن علاقة الموارنة بالكرسي الرسولي، ولا اتحدث عن اليد المارونية في ارتداد العديد من الشرقيين الى الكرسي الرسولي، ولربما لهذا التاريخ المجيد من العلاقات البنوية، دفع بقداسة الحبر الاعظم البابا بنديكتوس السادس عشر الى ان يختار من بين العديد من الطلبات التي قدمت اليه، طلب الموارنة وضع تمثال ابيهم وشفيع كنيستهم القديس مارون الى جانب كبار القديسين في العالم في ساحة مار بطرس في روما”.
واعلن المونسنيور منير خيرالله عن برنامج الاحتفال الذي سيقام في 21 و22 و23 شباط في روما، على الشكل التالي:
الاثنين 21 شباط: لقاء ثقافي يتخلله سلسلة محاضرات عن المدرسة المارونية بين الساعة الخامسة والسابعة مساء، لكل من المطران ادمون فرحات عن “الموارنة في خدمة الكرسي الرسولي”، الاب سركيس الطبر عن “المدرسة المارونية جسر عبور بين الشرق والغرب”، والاب عبدو بدوي عن “الفن الماروني في الايقونة المارونية.
الثلاثاء 22 شباط، الساعة الثامنة مساء: رسيتال ديني لجوقة الرهبانية الانطونية في كنيسة سانتا ماريا إن تراستيفيري.
الاربعاء 23 شباط: الساعة العاشرة والربع قبل الظهر: حفل التدشين ورفع الستارة عن تمثال مار مارون، في حضور البابا بنديكتوس السادس عشر والبطريرك صفير ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والمشاركين.
يلي التدشين قداس احتفالي في بازيليك القديس بطرس، يترأسه البطريرك صفير، ثم يستقبل بين الساعة الخامسة والثامنة مساء المهنئين في صالون الوكالة البطريركية في روما.
بدوره الخوري عبده أبو كسم شكر المؤسسة المارونية للإنتشار على لفتتها الكريمة في الرعاية الإعلامية لهذا الحدث وقال: “يطيب لنا أن ننظم وإياكم أيها الزملاء التغطية الإعلامية لهذا الحدث التاريخي في حاضرة الفاتيكان وهو وضع تمثال إبينا القديس مارون على بازليك القديس بطرس في روما.
وأضاف: “التمثال مار مارون يبلغ طوله خمسة أمتار، مصنوع من مادة “رخام كرارة” في الإطار المخصص لتماثيل قديسي الكنائس الكاثوليكية، و أمامه ساحة واسعة يطلق عليها أسم ساحة مار مارون، يقصدها الزوار ويطلعون على التمثال ويتعرفون بالتالي على جانب من تاريخ الكنيسة المارونية من خلال التعرف على تاريخ مؤسسها وشفيعها مار مارون،
وطلب إلى الإعلاميين وجوب الحصول على بطاقة من غرفة الصحافة الفاتيكانية، والسعي وإياهم إلى اصدار بيان كل يوم يوزعه المركز الكاثوليكي على وسائل الإعلام ويعتمد كبيان رسمي صادر عن الوفد المرافق لغبطة البطريرك. آملاً أن يعطى هذا الحدث حقّه في التهيئة الإعلامية لما قبل الحدث، وفيه وبعده، في ختام احتفالات اليوبيل، شاكراً لهم اهتمامهم.
في ختام المؤتمر شدّدت السيدة هيام بستاني على اهمية التعاون والتنسيق بين المؤسسة المارونية للإنتشار والمركز الكاثوليكي للإعلام من أجل إنجاح هذا الحدث التاريخي في إطاره الرعوي.