روما، الاثنين 07 مارس 2011 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي بعضاً مما قاله الوزير الباكستاني الراحل شهباز بهاتي عن حياته المسيحية خلال لقائه في الماضي مع الواحة.
“لقد عرضوا عليّ مناصب هامّة في الحكومة وطلبوا منّي التخلّي عن نضالي، لكنّي رفضت دومًا، ولو كلّفني ذلك حياتي. كان جوابي دائمًا هو نفسه: «لا، فأنا أريد أن أخدم يسوع كَرجل عادي».
هذا التفاني يجعلني سعيدًا. أنا لا أريد شعبيّة، لا أريد مراكز سلطة. أريد فقط مكانًا عند قدمَي يسوع. أريد أن تتكّلم عنّي حياتي وطبعي وأعمالي وتقول إنّني أتبع يسوع المسيح. هذه الرغبة قويّة فيّ لدرجة أعتبر نفسي مميّزًا إذا ما ارتضى يسوع – في جهدي هذا ونضالي من أجل مساعدة المحتاجين والفقراء والمسيحيّين المضطهدين في باكستان – أن يقبل تضحيتي بِحياتي. أريد أن أعيش من أجل المسيح ومن أجله أريد أن أموت. لا أشعر بالخوف البتّة في هذا البلد.
لقد حاول المتطرّفون، في كثير من الأحيان، قتلي وسجني؛ لقد هدّدوني واضطهدوني وروّعوا أسرتي. وقبل بضع سنوات، طلب المتطرّفون من والديّ، أمّي وأبي، أن يثنياني عن مواصلة مهمّتي في مساعدة المسيحيّين والمحتاجين، وإلا فسوف يخسرانني. لكنّ والدي شجّعني دائمًا. أنا أقول إنّني سوف أستمرّ، ما حييت، وحتّى أنفاسي الأخيرة، بِخدمة يسوع وهذه الإنسانيّة الفقيرة المتألّمة والمسيحيّين والمحتاجين والفقراء.
أريد أن أقول لكم إنّي أجد الكثير من الإلهام في الكتاب المقدّس وفي حياة يسوع المسيح. كلّما قرأت العهد الجديد والعهد القديم، آيات الكتاب المقدّس وكلمة الربّ، ازدادت قوتّي وتصميمي ثباتًا. عندما أفكّر في حقيقة أنّ يسوع المسيح قد ضحّى بكلّ شيء، وأنّ الله أرسل ابنه نفسه من أجل فدائنا وخلاصنا، أتساءل كيف يمكنني أنا أن أسلك طريق الجلجلة. قال ربّنا: «تعال معي، احمل صليبك واتبعني». الفقرات التي أحبّها بالأخصّ في الكتاب المقدّس تقول: «كنت جائعًا فأطعمتموني، وعطشانَ فَسقيتموني؛ كنت غريبًا فآويتموني، وعريانًا فكسوتموني، ومريضًا فزرتموني، وسجينًا فأتيتم إليّ». لذلك عندما أرى أناسًا فقراء ومحتاجين، أعتقد أنّ تحت مظهرهم يأتي يسوع نفسه لِملاقاتي.
لذلك أحاول دائمًا أن أساعد، جنبًا إلى جنب مع زملائي، وأن أقدّم المساعدة للمحتاجين والجائعين والعطشى”.