الدكتور علي السمان :"يوم تطويب يوحنا بولس الثاني سأكون اسعد خلق الله"

Share this Entry

مقابلة مع رئيس لجنة حوار الأديان في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر (2)

القاهرة، الأربعاء 6 أبريل 2011 (Zenit.org) –  على هامش الأوضاع الراهنة في مصر، أجرت وكالة زينيت مقابلة مع الدكتور علي السمان،  رجل الأزهر الذي رتب للاتفاقية الشهيرة التي عقدت عام 1998 بين الأزهر والفاتيكان.

ننشر في ما يلي القسم الثاني من المقابلة

خلال الأيام القليلة الماضية كان هناك  حوارات ” رواق الأمم ” مع غير المؤمنين .. وأنت رجل حوار ما هي رؤيتك لهذه الدعوة من قبل الفاتيكان ؟

 القاعدة هي التعامل مع الإنسان على أساس ومن منطلق انه إنسان، فالإنسان يأتي قبل الأديان، وحوار الفاتيكان مع غير المؤمنين يعود الى زمن المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني،  وبلا شك أنا أرحب بمثل هذه الحوارات وقد شاركت في عدد منها  في عهد سعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني واشعر أنها خطوة طيبة لبناء إنسانية واحدة بمشاعر ومسؤوليات واحدة .

البعض في الإعلام العربي اعتبر ان حديث الكاردينال “كورت كوخ ” عن تفعيل الحوار اليهودي  المسيحي يصب في غير صالح الحوار الإسلامي المسيحي .. هل تتفق مع هذا الرأي ؟

 بالتأكيد لا ، إذ لا يزعجني بالمرة التقارب المسيحي اليهودي  لان هذا جزء من المنظومة التي أدعو إليها دوما وهي أننا أبناء إبراهيم وان أحدا لن يفرق بعد اليوم بين أبناء إبراهيم ، ومعروف كذلك ان هذا الحوار قائم منذ زمن طويل وليس أمرا حديثا، بل أنني الفت الانتباه الى  تنامي الحركات اليمينية  في أوروبا التي  تظهر عداءا لليهود وأنا لا أوافقها الرأي واعتبر ان حرية الإيمان والعقيدة وحوار أتباع الأديان هي مسائل جوهرية في حياتنا اليومية .

المطران ساكو من العراق قال ان الدول الإسلامية لن تعرف الديمقراطية الحقيقة ان لم يصبح المسيحيون مواطنون بكل معنى الكلمة   .. هل تتفق معه ؟

 بكل تأكيد الديمقراطية مرتبطة بالمواطنة، هذا أمر لا شك فيه، وهو محور حديث المواطنة الدائرة الآن في مصر والذي من اجله تلتئم الآن جلسات الحوار الوطني، نحن نسعى لأن تكون المواطنة هي القاعدة ، وهذا الكلام ينادي به عقلاء العالم الإسلامي .

لكن الواقع في حقيقة الأمر مناف ومجاف لذلك كثيرا  جدا ؟

بعض من الواقع قد يكون بالفعل غير ذلك، هناك أصوات مختلفة تصدر عنها شطحات، لكن على الجانب الآخر تجد من يتصدى لها ويفند دعاواها وأنا شخصيا شاركت في عدد كبير من برامج التلفزيون  وكتبت في الصحف منددا بتلك الأصوات التي تفرق ولا تجمع وهناك الكثيرين مثلي الذين يناضلون من اجل سيادة فكر المواطنة .

هل يمكن ان تصبح مصر عراقا آخرا ويضحى مستقبل الأقباط مشابها لوضع المسيحيين العراقيين ؟

 تاريخ مصر ولغة العقلاء  فيها تقطع بالجزم ان مصر لا يمكن ان تضحى عراقا |آخر ، هذا رهان ، العراق تعوّد على لغة مختلفة عن اللغة المصرية، ورغم بعض التصريحات المتشددة التي صدرت أخيرا  ليس في حساباتي أو توقعاتي ان تكون مصر عراقا آخر .

 ثم يجب أن ننتبه الى ان هناك  سلطة حاكم حقيقية في مصر تتمثل في  المجلس الأعلى للقوات  المسلحة، وهولاء لم يتوانوا  في التنديد والتحذير من أي خروج على الأمن أو الشرعية يمس أي قطاع من أبناء الوطن والأقباط ولا شك في المقدمة ، وهذا تجلى بوضوح في تصريحات المجلس على الإشاعات التي انطلت لتخويف نساء وبنات الأقباط في مصر الأيام الماضية وقالوها صريحة ، لن نسمح بأي اعتداء على الشرعية والقانون .

باعتبارك الرجل الذي ساهم بقدر كبير جدا في ترتيب زيارة البابا يوحنا بولس لمصر والتقيته لاحقا  مرات عديدة .. ما هي مشاعرك تجاهه غداة تطويبه أول مايو المقبل ؟

أول رد فعل  كمؤمن اشعر وقتها برغبة في ان أصلي من اجله، ثم أقول  لقد اخذ الرجل حقه بحكم ما قام به وما أداه من عمل عايشته  وشاركت في بعضه  معه وكنت شاهدا عليه. كل هذا  أكد لي كم كان يفتح قلبه وعقله ويمد يديه للعالم وقد اختبرت شخصياً ذلك في اسيزي يوم ذهبت الى هناك وألقيت خطابا باسم الإمام الشيخ طنطاوي . بلا شك سأكون اسعد خلق الله في هذا اليوم .

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير