صاحب القداسة،
البابا بندكتس السادس عشر،
حاضرة الفاتيكان،
صاحب القداسة،
لقد قرأت بفرح عارم رسالتكم بتاريخ 16 ديسمبر 2006 والتي تعبرون فيها عن أجمل تمنياتكم وتعرضون فيها طلبكم إثر تولينا رئاسة الاتحاد الأوروبي ومجموعة الثمانية.
يسعدني بشكل خاص أن حضرتكم، كرأس الكنيسة الكاثوليكية، تدعمون أولويات الرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي ولمجموعة الثمانية. إسمحوا لي أن أؤكد لكم أن دعمكم هو عزيز جدًا على قلبي.
نود أن نستفيد من الرئاسة الألمانية لمجموعة الثمانية ولفصل رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي لإحراز تقدم في الحرب ضد الفقر، ولتحقيق أهداف التطور التي وضعناها أمامنا في هذه الألفية.
في هذا الإطار، نعتبر إمكانيات نمو وتحديات القارة الإفريقية كأولويات أساسية.
سنتطرق، خلال فترة الرئاسة الألمانية، بشكل خاص إلى النمو الاقتصادي في هذه القارة، وإلى مسألة حسن الحكم من دون التغاضي عن مواضيع السلام والأمن.
أحرص على أن تتوسع العلاقات بين مجموعة الثمانية والقارة الإفريقية بروح من الشراكة في الإصلاح. إلى جانب زيادة جهود الدول الإفريقية، من المهم أن تتكثف جهود المجتمع الدولي أيضًا.
إن الحرب ضد فيروس مرض فقدان المناعة البشرية- الإيدز، وتعزيز البنى الصحية هما من الأولويات الهامة لرئاسة مجموعة الثمانية. وقد وضعنا نصب أعيننا هدف تغيير استراتيجية مواجهة الإيدز لكي نأخذ بعين الاعتبار بشكل أفضل أوضاع النساء والشابات. ولكن هذه الجهود لن تؤدي إلى أية نتيجة متكاملة إذا لم يتم تحسين النظام الصحي.
في مجال مجموعة الثمانية، سنواجه بالتزام أكبر التحديات التي أشرتم إليها من ناحية شفافية الأسواق الاقتصادية والمواد الأولية مكرسين الجهود بشكل خاص لتقوية وتعزيز المبادرة السارية ” Extraction Industries Transparency Initiative ” (مبادرة شفافية مصانع استخراج المواد الأولية) والتي تحظى بكامل تأييدنا.
كما وتشكل المبادرات لإلغاء الديون التي ذكرتموها عاملاً هامًا في الحرب ضد الفقر. وقد منحت إجراءات قمتي مجموعة الثمانية في كولونيا (1999) وغلين إيغلز (2005) الدول المعنية إمكانيات اقتصادية يمكن استخدامها في الحرب ضد الفقر.
ولأجل وضع مقررات غلين إيغلز الرامية إلى إلغاء الديون المتعددة الجوانب موضع التنفيذ، أمّنت الحكومة الفدرالية مشاركة ألمانية بقيمة 3،6 مليار يورو.
كما وتحظى على دعم الحكومة الفدرالية المؤسساتُ العاملة على تخفيف الديون. فهي وسيلة ثمينة للحد من خطر تزايد ديون الدول الفقيرة. وفي غضون ذلك، فإن الدول التي تم حذف ديونها تمكنت من زيادة مخزونها لمحاربة الفقر من 7% عام 1999 إلى 9% عام 2005 من المجموع النتاج الداخلي الإجمالي (GNP) – ومن الممكن تكريس هذه الموارد للمدارس وللبنى الصحية على سبيل المثال.
في المجال التجاري، نعزم على التوصل إلى عقد اتفاقات شراكة اقتصادية بين الاتحاد الأوروبي من جهة ودول إفريقيا والكاراييب والمحيط الهادئ من جهة أخرى، وذلك لتعزيز النمو.
إضافة إلى ذلك، سنستخدم رئاستنا للاتحاد الأوروبي ولمجموعة الثمانية لتوطيد الحوار مع الدول التي تعيش نموًا مضطردًا. فدول كالبرازيل والصين والهند وجنوب إفريقيا باتت تلعب دورًا مهمًا في حل المشاكل المتعلقة باحتياط الطاقة، والتغيرات المناخية واستخدام المواد الأولية. ولقد وضعنا نصب أعيننا الهدف الطموح الرامي للحوار مع هذه البلدان عن هذه المواضيع الصعبة. فبالواقع، فقط إذا ما تحمّل عناصر هذا العالم الأقوياء مسؤولياتهم، يمكننا أن نتوصل إلى مزيد من العدالة والسلام.
أعتقد أنه على ضوء هذه الأولويات المعروضة، يمكننا أن نعطي الدفع لنمو معقول وبالتالي أن نقوم بمساهمة لكي تكون العولمة، على صعيد عالمي، أكثر عدالة.
أجدد لكم شكري لرسالتكم.
تفضلوا بقبول الإكرام.
أنجيلا ميركيل.