أنت يا من كشفت حبك
في ابنك يسوع المسيح
وسكبته علينا
من خلال الروح القدس المعزي
نحن نوكل إليك
مصير هذا العالم
وكل إنسان.
ونوكل إليك بالأخص
الشباب الذين يتحدّثون بكل اللغات وكل الشعوب والأمم.
أرشدهم واحمهم في مساراتهم المحفوفة بمخاطر الحياة
واجعلهم يقطفون ثمارًا عديدة
من خلال عيش اختبارًا في الأيام العالمية للشبيبة في كراكوف.
أيها الآب السماوي،
اجعلنا شهود رحمتك.
علّمنا أن نعلن الإيمان للفاترين،
الرجاء لليائسين،
المحبة لغير المبالين،
المغفرة لكل من يسيء إلى الآخرين
والفرح للبائسين.
إجعل من شرارة المحبة الرحومة
التي أضأتها فينا
أن تصبح هي اللهيب الذي يحوّل القلوب
ويجدد وجه الأرض.
يا مريم، يا أم الرحمة، صلي لأجلنا.
يا مار يوحنا بولس الثاني، صلِّ لأجلنا.
* * *
نقلته إلى العربية ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية.
( مقتطف منقول عن إجابة للأب جوزيف نفّاع)
إنه يوم عيد، بعكس ما يؤمن من يغرقون في خرافة الطالع السيء حين يتزامن الثالث عشر مع يوم جمعة !!! إنه يوم عيدك مار أنطونيوس البادوي:
“… تردّدت كثيرا قبل أن أقرّر نشر هذا النصّ على ما فيه من حميميّة قد تدفع بالبعض إلى التّشكيك في مصداقيّته و إتّهامه ب”الإستعراضيّة” الرّوحيّة و التّنميق اللّغوي, إلّا أنّني إرتأيت في الأخير إلى نشره ضاربا بعرض الحائط كلّ ما يمكن أن يكون إتّهاما أو إعتراضا لعدّة أسباب أهمّها ما يعانيه الكثير من المسيحيّين من إضطهادات و تشكيك في إيمانهم في عصر لم يُفقد فيه السّلام الظّاهر بين أفراد المجتمع فقط بل فُقد فيه أيضا سلام النّفس الإنسانيّة أمام ثقافة إستهلاكيّة متوحّشة سجنت الإنسان في بعد الإستهلاك و الرّكض وراء السلطة و المال و الجنس ممّا أفقده إنسانيّته وجعلنا نقف أمام مشهد “إنتحار قيمي” للبشريّة , من هنا يبرز “الرّهان المسيحي” -الّذي هو العمود الفقري لهذا النصّ- معلنا أنّ اللّه هو الضّامن الوحيد لإنسانيّة الإنسان و حرّيته, بل أكثر من هذا, وهو أنّ اللّه الوحيد الّذي يستطيع رفع الإنسان إلى مرتبة الألوهيّة , و قد تعبّر الكلمات الّتي كتبها قداسة البابا السابق بندكتس السّادس عشر أكثرعن هذا بقوله: “إنّ الّذي يتّكل على اللّه لا يكون كدمية بيده, فلا يكون متقشّفا و لا تقليديّا و لا يتخلّى عن حريّته كليّا. بل يجد حريّته الحقيقيّة عندما يكون إتّكاله على الربّ بكلّ ثقة . هذه الحريّة الخلّاقة لا حدود لها في تحقيق الخير. و الإنسان الّذي يلتفت إلى اللّه لا يصغر بل يكبر و يصبح كبيرا و يتألّه وهو يحقّق ذاته.” إنّنا نرتفع و نتسامى من خلال علاقتنا مع اللّه الّتي تتجلّى خاصّة في الحوار الحميميّ معه في الصّلاة, و هذا هو الاسلوب الّذي إعتمدته بطريقة عفويّة في هذا النصّ و ليس في هذا تجديد منّي لأنّنا نجد هذا الأسلوب في سفر المزامير و في كتابات آباء الكنيسة خاصّة منهم القدّيس أوغسطينوس في إعترافاته , إقتناعا منّي أنّ أجمل الكتابات الّتي تتكلّم عن اللّه هي تلك الّتي نتحدّث فيها مع اللّه , لأنّها بذلك تصبح صلواتا مكتوبة و الصّلاة هي مفتاح معرفتنا له و ترسيخنا فيه.