وقد استهدفت المظاهرة الى التنديد بالمضايقات التي يتعرض لها المسيحيون في بعض المناطق في العراق، وطالبوا بوقفها فورا، مأكدين على أن المسحيين العراقيين هم مواطنون أصلاء في هذا الوطن يجب عدم النظر اليهم وكأنهم ضيوف فيه. وقد تحدّث الأب ماهر ملكو، راعي الكنيسة الكلدانية في ستوكهولم بأسم الكنيسة الكلدانية، مستنكرا ما يتعرض له أبناء شعبنا من مظالم، وأعاد ما قاله قبل مدة غبطة أبينا البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي، من أن المسؤولين في الحكومة ببغداد يتحملون مسؤولية مباشرة في حماية المسيحيين.
تجمع المتظاهرون أولا أمام مبنى البرلمان السويدي، وانطلقوا من هناك في مسيرة راجلة في شوارع العاصمة رافعين لافتات تندد بالجرائم التي ترتكب ضد المسيحيين وكل العراقيين داعية الى وقفها الفوري.
وفي نهاية المظاهرة وجه المتظاهرون نداء عاجلا إلى السلطات العراقية والمنظمات الدولية، إليكم مقتطفات مما جاء فيه:
المسيحيون، الكلدان السريان الأشوريون، في العراق تمتد جذورهم التاريخية الى اكثر من7000 سنة، وهم ورثة حضارات وادي الرافدين التي مدت البشرية والتطور الانساني بالكثير من الانجازات العلمية والمعرفية كالزراعة والري والكتابة وعلم الفلك.
المسيحيون في العراق هم جزء أصيل من النسيج العراقي، ولذلك كانوا سباقين للدفاع عن الوطن وفي العمل من أجل حريته وتقدمه وازدهاره في كل العصور والظروف التي مرت على العراق العزيز.
لقد كان المسيحيون في العراق، بإيمانهم الراسخ بالتعايش الأخوي مع أشقائهم من الأديان والقوميات الأخرى، وبقيم التسامح والحوار والمحبة، مصدرا للأمان والاستقرار وقوة لتعزيز الاخوة والسلام والوئام في الوطن المشترك.
ورغم ما تعرض له المسيحيين من قتل واضطهاد وقمع وتهجير قسري وتهديد وسلب الاراضي والممتلكات في مختلف العصور، فإنهم بقوا متشبثين بالارض والوطن، صامدين، متطلعين بصبر، إلى بناء مستقبل مشترك خال من الحروب والارهاب والاضطهاد مع كل العراقيين.
واليوم، وفي ظل الانفلات الأمني، وسيادة الفوضى وغياب القانون تصاعدت وتيرة الارهاب المنظم ضد الاقليات الدينية والعرقية. فبالإضافة إلى أن المسيحيين والصابئة المندائيين واليزيديين في العراق يتعرضون إلى كل ما يتعرض إليه إخوتهم وأشقائهم العراقيين الأبرياء الآخرين، فإنهم أيضا يواجهون أبشع حملة من القتل والخطف والاستيلاء على الاملاك والبيوت والطرد والتشريد… بمرأى ومسمع من السلطات والأجهزة الأمنية وقوات التحالف والقوى السياسية… التي لم تتخذ موقفا واضحا وحازما، مما خيّب آمال المسيحيين في هذه القوى. كما أن تفجير الكنائس وذبح رجال الدين المسيحيين يعتبر جريمة بشعة بحق شعب أصيل ومسالم، تستهدف حريته ووطنيته ووجوده على أرضه التاريخية ولا يجوز السكوت عنها.
إن المسيحيين في العراق بحاجة اليوم إلى تضامن ودعم ومساندة وحماية من إخوتهم في العراق أولا ومن إخوتهم في الإنسانية في جميع أنحاء المعمورة.
إننا نهيب بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية الاخرى وأعضاء مجلس الأمن وكل الخيرين في العالم للوقوف مع المسيحيين في العراق، للتضامن معهم في محنتهم أولا، ولإيجاد الحلول الجذرية التي تكفل لهم الأمن والاستقرار وحياة حرّة كريمة كمواطنين من الدرجة الأولى في وطنهم… لذا نطالب، بأسرع وقت ممكن، السلطات والأجهزة الأمنية في العراق وجميع القوى السياسية العراقية بتحمل مسؤولياتها في معالجة الوضع الامني عموما، وفي توفير الأمان للمسيحيين وغيرهم وحمايتهم وضمان ممارسة حرياتهم الدينية والاجتماعية وحقوقهم القومية.