الفاتيكان، 12 يونيو 2007 (ZENIT.org). - ننشر في ما يلي العدد 40 من القسم الثاني من الإرشاد الرسولي "سر المحبة" لقداسة الحبر الأعظم  البابا بندكتس السادس عشر حول موضوع الافخارستيا مصدر وغاية حياة الكنيسة ورسالتها

40. عبر التركيز على أهمية فن الاحتفال، نسلط الضوء بالتالي على قيمة التعليمات الليتورجية. فعلى فن الاحتفال أن يعزز حس القدسيات واستعمال الحركات والأشكال الخارجية التي تنمي هذا الحس، كمثل تناغم الطقس، والثياب الليتورجية، والزينة والمكان المقدس.

فالاحتفال بالافخارستيا ينال عناصر إيجابية عندما يلتزم الكهنة والمسؤولون عن الرعائيات الليتورجية بمهمة التعريف بالكتب الليتورجية الحالية والقواعد التي ترتبط بها، مبينين الغنى الكبير الذي ينطوي عليه التنظيم العام لكتاب القداس الروماني وترتيب قراءات القداس.

ففي الجماعات الكنسية يسود الاعتقاد بأن هذه الأمور معروفة وبأنها تحظى بتقدير المؤمنين الوافي، ولكن الأمر غالبًا ما لا يكون كذلك.

وبالواقع، هي نصوص تحفظ غنىً كبيرًا وتعبر عن إيمان ومسيرة شعب الله طوال ألفي عام من التاريخ.

إضافة إلى ذلك، يحتل الانتباه على أساليب الكلام التي تتطلبها الليتورجية أهمية كبيرة في إطار فن الاحتفال الجيد: الكلمة والنشيد، الإيماء والصمت، الحركات الجسدية، وألوان الأزياء الليتورجية.

فالليتورجية تملك بطبيعتها جملةً من أساليب التواصل التي تمكنها من التوق إلى إشراك الكائن البشري برمته.

إن بساطة الإيماءات ووقار الرموز التي تعاش بحسب ترتيب الأزمنة والأوقات المحددة، تؤدي إلى تواصل واشتراك يفوق ما تؤدي إليه الزيادات اللاحقة وغير الضرورية.

وإذ يعبر الانتباه والأمانة لبنية الطقس عن فهم لطبيعة عطية الافخارستيا، يبين أيضًا عن إرادة خادم الأسرار قبول هذه العطية الفائقة الوصف بشكر مطواع.