يعتبر الكاردينال برتوني أن زيارة البابا بندكتس السادس عشر كانت ناجحة للغاية، من نواحٍ مختلفة، وحتى من ناحية مشاركة الجماهير.

قال الكاردينال: "أعلمني البعض أنه لما زار يوحنا بولس الثاني البرازيل في عام 1991 كان هنالك أيضًا من أحصى الجماهير المشاركة، والتي كانت أقل عددًا من تلك التي استقبلته عام 1980، التي كانت أول مرة يزور فيها حبر أعظم أرض البرازيل. لذا فما من جديد تحت الشمس".

 

* * *

 

بدأت الرحلة بمؤتمر صحفي مع الأب الأقدس، ولقد ولدت بعض نقاط هذا المؤتمر لغطًا حول بعض القضايا خصوصًا بعد أن تم نشرها لأن ما كتب في ما بعد لم ينقل كلمات البابا بدقة.

الكاردينال برتوني: هذا أمر طبيعي. فحتى نصوص مقابلة الأربعاء أحيانًا يتم نشرها بعد مراجعة دقيقة. وقد تم الأمر نفسه مع تعليم الكنيسة الكاثوليكية في نسخة النشر لعام 1997، فهي تختلف في عدة نقاط عن النسخة التي طبعت فعليًا عام 1992.

 

 ماذا يمكننا أن نقول بوجه الخصوص عن الحرم الكنسي لرجال القانون الذين يصادقون على بنود قانونية تسمح بالإجهاض؟

الكاردينال برتوني: يبدو لي واضحًا أن البابا ذكر أنها وظيفة الأساقفة أن يضعوا تحت الحرم وأن يحلوا منه. فالحرم عقاب ينص عليه الحق القانوني، وهو في هذه الحال حرم غير تلقائي.

 

وبالنسبة لدعوى تطويب رئيس الأساقفة أوسكار أرنولفو روميرو؟ لماذا لم يتضمن النص ما صرح به بندكتس السادس عشر بأنه يعتقد أن رئيس الأساقفة روميرو يستحق التطويب؟

الكاردينال برتوني: من الواضح أن البابا يريد أن يحترم عمل وبروتوكول مجمع دعاوى القديسين. هذا وكان عميد هذا المجمع حاضرًا في الطائرة.

 

بعد هذه الخبرة، أتعتقدون أنه سيكون هنالك مؤتمرات صحفية أخرى مع البابا؟

الكاردينال برتوني: القرار في هذا يعود للأب الأقدس. ولكن كلنا يعرف أن الكاردينال راتسينغر لم يخف يومًا من وسائل الإعلام. وقد أجاب دومًا، حتى على أسئلة الصحفيين الذين كانوا يستوقفونه على الطريق.

 

لقد التقى البابا بالرئيس البرازيلي لولا. ما هي نوعية العلاقات بين البرازيل والكرسي الرسولي؟

الكاردينال برتوني: العلاقات بين البرازيل والكرسي الرسولي إيجابية بجوهرها. يجري العمل الآن على اتفاق عالمي وأساسي لتحديد علاقة الكنيسة بالدولة، والكنيسة والجماعة السياسية، لعيش ما أسماه المجمع الفاتيكاني الثاني "تعاون سليم" من أجل خير كل شخص بشري ولأجل حل المشاكل العالقة.

 

لقد صرحتم لراديو الفاتيكان أنكم تتمنون أن يتم إقرار هذا الاتفاق قبل نهاية العام. ولكن هناك من نقل قولاً عن السفير البرازيلي لدى الكرسي الرسولي اعتبر أقل تفاؤلاً.

الكاردينال برتوني: لقد تحدثت من جهتي إلى السفير البابوي في البرازيل، رئيس الأساقفة لورنزو بالديساري، ولهذا أنا متفائل. أرجو أن يكون تفاؤلي في موضعه.

 

لقد قابل البابا رئيس أساقفة سان باولو السابق، الكاردينال باولو إيفاريستو أرنس. واللاهوتي جون سوبرينو، في انتقاده لمذكرة مجمع عقيدة الإيمان الموجهة إليه أشار أن كتاباته حظيت بحكم إيجابي من قبل الكاردينال. هل تحدث البابا مع الكاردينال عن هذا الموضوع؟

الكاردينال برتوني: كانت المقابلة مقابلة ضرورية، مع أنها كانت قصيرة.  لست على علم إذا كانا قد تطرقا في الحديث إلى موضوع سوبرينو.

 

لقد سلطت بعض وسائل الإعلام الضوء على خطاب الباب إلى الأساقفة وبعض نقاط عظة إعلام قداسة الأخ غالفاو واعتبرتها قاسية.

الكاردينال برتوني: لا يريد البابا أن يضع نيرًا زائدًا ثقيلاً على عاتق أحد، لا على الأساقفة ولا على المؤمنين. ولكن لا يمكننا أن ننسى كلمات يسوع المتطلبة التي نجدها في الأناجيل أيضًا. وأن تسلط الصحف الضوء على بعض النقاط وتهمل غيرها هو أمر لا مفر منه. فالأخبار تبدو وكأنها تفضل الأمور السلبية على الإيجابية.

 

لقد تحدث البابا بوضوح عن ضرورة حماية العائلة والحياة. في الوقت عينه تحدث عن "الخيار التفضيلي للفقراء الذي يتضمنه إيماننا الكريستولوجي بالإله الذي افتقر ليغنينا بفقره"...

الكاردينال برتوني: لقد انطلق هنا واحد من 19 تصفيقًا رافقوا خطاب افتتاح المؤتمر العام الخامس لأساقفة أمريكا الجنوبية والكاراييب. كان كتاب تعليم الكنيسة ينص في الماضي على 4 خطايا تصرخ طالبًا الانتقام أمام الله: القتل الإرادي، الخطيئة الجنسية ضد الطبيعة، استغلال الفقراء، والخداع في أجرة العاملين.

هذه الخطايا، كما يمكننا أن نلاحظ هي آنية جدًا.

في أمريكا اللاتينية اليوم هناك محاولات تسعى إلى تشريع الإجهاض وأشكال اتحاد تسعى إلى تسمية نفسها عائلة؛ الفقراء ما زالوا يرهقون تحت نير نظام اقتصادي غير عادل؛ والعاملون يستغَلون بطريقة غير إنسانية.

في هذا الصدد، لا يمكن للكنيسة أن تسكت، بل يجب أن تسمع صوتها ضد هذه الخطايا الكريهة.

 

في خطاب الافتتاح في أباريثيدا، قال البابا كلمات قاسية ضد الماركسية وضد الرأسمالية. هل رأي الكنيسة سلبي نحو النظامين على السواء؟

الكاردينال برتوني: الكنيسة لا تنظر إلى أسماء الأنظمة، بل إلى نتائجها وما تنتجه في حياة الأشخاص. وقد اختبرت الكنيسة أن الماركسية والرأسمالية على حد سواء، لم تؤديا إلى بحبوحة شاملة في الشعب.

أمريكا اللاتينية قامت بهذا الاختبار، والنتائج ظاهرة أمام جميع الأعين. حيث تشكل العدالة الاجتماعية مجرد مظهر، ليس هناك حرية. فحيث يتم العمل لإحقاق العدالة الاجتماعية فقط، تنعدم الحرية. وفي المقابل، حيث هناك إفراط في الحريات، يجري التوصل إلى حالات لا تحتمل من الفروقات الاجتماعية. والبابا لم يستطع إلا أن يسلط الضوء على هذا الأمر.

 

نيافة الكاردينال، في التاسع من يونيو، سيلتقي البابا بالرئيس الأمريكي جورج بوش. هل سيتحدث عن أمريكا اللاتينية؟

الكاردينال برتوني: بالطبع، ولن يقتصر عليها فقط. سيتكلم عن الشرق الأوسط وعن المواضيع الأخلاقية والاجتماعية التي تتعلق بشعوب العالم. الولايات المتحدة دولة كبرى، وقد تميز الرئيس الحالي بمبادرات لصالح الحياة منذ لحظة الحبل بها.

ولكن هناك أمور تبقى عالقة، وقد تحدث عنها بشكل نبوي البابا يوحنا بولس الثاني، كموضوع الحرب في العراق، ووضع المسيحيين المأساوي في العراق الذي يسير من سيء إلى أسوأ.