تقرير عام عن مسار أعمال السينودس البطريركي الكلداني والأحداث التي رافقته

القوش/ الموصل، (zenit.org). –  ننشر في ما يلي التقرير العام الذي أصدره المطران شليمون وردوتي، المعاون البطريركي الكاداني، عن مسار أعمال السينودس البطريركي الكلداني والأحداث التي رافقته

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

منذ اليوم الأول من حزيران ٢٠٠٧ وسينودس أساقفة الكنيسة الكلدانية، برئاسة غبطة البطريرك

مار عمانوئيل الثالث دلي، مجتمع في دير السيدة، بحضور ١٢ أسقفا من أعضائه، و تغيب ٧ من

الأعضاء عن الحضور؛ البعض منهم لأسباب صحية والآخر لأسباب أمنية وغيرهم لأسباب

شخصية. بدأت الاجتماعات برياضة روحية، ثم قام المجمع بدراسة المواضيع المذكورة في كتاب

الدعوة إلى الاجتماع، طالبين إلهام الروح القدس ومساعدة العذراء مريم حافظة الزروع، ليخرجوا

بقرارات ناجحة لمجد الله الأعظم ولخدمة الكنيسة ولخير المؤمنين.

 

افتتاح قرية مار اوراها

 

٢٠٠٧ ذهب أعضاء السينودس إلى دير “مار أوراها”، الواقع قرب قرية بطنايا، -٦- يوم الأحد ٣

للافتتاح الرسمي لقرية “مار أوراها” النموذجية والتي تم بناؤها حديثاً من قبل السيد سركيس

آغاجان وتتكون من ٢٦ داراً سكنياً. استقبل أهالي القرية، بفرح وحفاوة، غبطة أبينا البطريرك مع

السادة الأساقفة الأجلاء والرئيس العام للرهبانية الأنطونية الهرمزدية الكلدانية، ودخلوا معاً إلى

كنيسة الدير حيث رحب المطران شليمون وردوني بالقادمين متمنياً للجميع الصحة والعافية . ثم

علق غبطته مباركاً سكان القرية الجديدة طالباً لهم البركات السماوية وكل الخير والتقدم.

 

استشهاد الأب رغيد كني وثلاثة شمامسة

 

لكن هذه الفرحة لم تدم طويلاً، إذ بعد رجوعنا إلى دير السيدة في ألقوش، وتماماً في الساعة

السابعة مساء، أُخبِرنا بأن أحد كهنة الموصل، وهو الأب رغيد كني، قد استشهد مع ثلاثة من

شمامسته بعدما أنهوا القداس في كنيسة الروح القدس الواقعة في حي النور، حيث كانوا عائدين

إلى بيوتهم. كانت صدمة قاسية لنا جميعاً وبصورة خاصة لسيادة المطران بولس فرج رحو راعي

أبرشية الموصل.

كان الشهداء الأربعة قد غادروا الكنيسة حوالي الساعة السادسة والنصف ليذهبوا إلى بيوتهم ،

فاعترض طريقهم ستة أشخاص ملثمين وأوقفوا سياراتهم و أنزلوهم قسراً ثم أمروهم برفع أياديهم

وقتلوهم بوابل من الرصاص… كانت مؤامرة مدبرةً وقتلاً شنيعاً منظماً – كانت زوجة أحد

الشهداء تصرخ وتتوسل بالقتلة ألا يفعلوا ذلك، ولكن بدون جدوى.

وفي يوم الاثنين 4 -6-  2007، ذهب آباء السينودس في الساعة الواحدة والربع إلى كرمليس

لحضور مراسيم دفن الشهداء الأربعة. فوصلوا إلى الكنيسة في الساعة الثانية والنصف حيث كان

بانتظارهم سيادة راعي أبرشية الموصل مع جمع غفير من المؤمنين من سكان القرية ومن

الموصل ومن النواحي الأخرى وعدد كبير من الإكليروس.

وفي الساعة الثالثة قام جميع الحاضرين بنقل جثمان الشهداء من كنيسة  “مار كوركيس” إلى كنيسة

“مار أدي” في القرية. كان الموكب مهيباً يتقدمهم مجاميع من الصبيان والصبايا يتبعهم كوكبة من

الرهبان والراهبات وتلاميذ المعهد الكهنوتي، وشماسة وعدد كبير من الكهنة من مختلف

الطوائف، ثم أعضاء المصف الأسقفي الكلداني يرافقهم أساقفة الكنائس الشقيقة من الآثوريين

والسريان الأرثدوكس، و أخيراً غبطة أبينا البطريرك يرافقه السيد سركيس آغاجان الذي حضر

للمشاركة في مراسيم الدفن. وبعده تبعت جثمان الشهداء الأربعة: الأب رغيد كني والشمامسة

بسمان يوسف، وحيد حنا، وغسان عصام.

 

كلمة تأبينية

 

خلال المراسيم أبن غبطة البطريرك الشهداء الأعزاء بكلمة ملؤها المحبة والحنان واصفاً، بكل

حق، الأب رغيد بالكاهن الفاضل والجدي في إكمال واجباته بكل غيرة وتضحية. ثم قدم التعازي،

باسمه وباسم الأساقفة الحاضرين، لذوي الشهداء ولراعي الأبرشية ولمؤمني الخورنة.

“إن مثل هذه الأحداث لا تزعزعنا – قال غبطته – ولا تؤثر بنا لترك العراق”، وأكد غبطته بأن

العراق هو بلدنا وجذورنا عميقة فيه منذ آلاف السنين. ثم دعا السلطات العراقية وقوات الاحتلال

والجمعيات الدولية لوضع حد لمثل هذه الأعمال الإجرامية ولردع هؤلاء المجرمين لئلا تتكرر

هذه الأحداث العدوانية ضد شعبنا المسيحي.

 

الأب رغيد في سطور

 

ولد فقيدنا الغالي، الأب رغيد، في قرية كرمليس من عائلة فاضلة سنة ١٩٧١ . وحصل على

شهادة البكلوريوس في الهندسة المدنية من جامعة الموصل سنة ١٩٩٣ ، ثم دخل في السلك

الكهنوتي عام ١٩٩٦ ، حيث أُرسل إلى روما من قبل مثلث الرحمة المطران كوركيس كرمو ،

وهناك درس الفلسفة واللاهوت حتى سنة ٢٠٠٣ ، حيث حصل على شهادة الماجستير في اللاهوت

المسكوني.

رسم كاهناً في ٢٣ حزيران ٢٠٠١ ، وفي خريف ٢٠٠٣ ، بعد أن أنه ى دراسته، رجع إلى

الموصل ليخدم أبناء أبرشيته وأبناء العراق، الأعزاء إلى قلبه جميعا. وكان قد عين مديراً للدورة

اللاهوتية في دير “مار كوركيس” وكرمليس.

 

الراحة الأبدية أعطهم يا رب ونورك الدائم ليشرق عليهم.

+ المطران شليمون

المعاون البطريركي

 

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير