الفاتيكان، 8 يونيو 2007 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي العددين 38 و 39 من القسم الثاني من الإرشاد الرسولي “سر المحبة” لقداسة الحبر الأعظم البابا بندكتس السادس عشر حول موضوع الافخارستيا مصدر وغاية حياة الكنيسة ورسالتها
38. لقد شددت أعمال السينودس مرارًا على ضرورة تجاوز الفصل القائم بين فن الاحتفال اللائق، ومشاركة المؤمنين جميعهم بشكل كامل، وفاعل ومثمر.
في الواقع، إن الطريقة الأولى التي تشجع اشتراك شعب الله في الطقس المقدس هي الاحتفال المناسب بالطقس نفسه. فن الاحتفال هو الشرط الأساسي للمشاركة الفعلية. فن الاحتفال ينبع من الطاعة الأمينة للتوصيات الليتورجية بكاملها، لأن هذا الأسلوب في الاحتفال بالضبط هو الذي يضمن ألفي سنة من حياة الإيمان لجميع المؤمنين، الذين تلقوا الدعوة ليعيشوا الاحتفال كشعب الله، وككهنوت ملوكي، وكأمة مقدسة (راجع 1 بط 2، 4- 5. 9).
الأسقف، الرائد الليتورجي بامتياز
39. صحيح بأن شعب الله بأسره يشارك في الليتورجية الافخارستية، ولكن، مع ذلك، فبالنظر لفن الاحتفال الجيد، هناك دور مميز يتوجب على الذين نالوا سر الدرجة أن يقوموا به. فعلى الاساقفة والكهنة والشمامسة، كل بحسب درجته، أن يعتبروا الاحتفال كواجبهم الأساسي.
وبوجه خاص يترتب هذا الواجب على الأسقف الأبرشي: فكونه “الموزع الأول لأسرار الله في الكنيسة الخاصة الموكلة إليه، هو أيضًا القائد والمعزز والمحامي عن كل الحياة الليتورجية”.
وكل هذا هو مصيري لحياة الكنيسة الخاصة ليس فقط لأن الشركة مع الأسقف هي الشرط لكي يكون شرعيًا كل احتفال ضمن حدود الأبرشية، بل لأنه هو الرائد الليتورجي بامتياز في كنيسته.
ومن واجبه المحافظة على وحدة الوئام في احتفالات أبرشيته. وعليه، من واجب الأسقف “أن يلتزم لكي يتمكن الكهنة والشمامسة والمؤمنون من فهم معنى الطقوس والنصوص الليتورجية الأصيل، فيتمكنوا بالتالي من المشاركة الفعلية والمثمرة في الاحتفال الافخارستي”.
وبوجه خاص، أحض على القيام بكل ما هو ضروري لكيما تكون الاحتفالات الليتورجية التي يرأسها الأسقف في الكنيسة الكاتدرائية منسجمة مع فن الاحتفال، بشكل يمكن اعتبارها نموذجًا لجميع الكنائس المنتشرة في الأبرشية.