يشتهر أوسابيوس – إضافة إلى كونه الممثل الأجدر للثقافة المسيحية في عصره في مجالات مختلفة، من اللاهوت إلى التفسير، إلى التاريخ والبلاغة – بكونه مؤرخ المسيحية الأول.
وقد نهل العلم والمعرفة في مكتبة قيصرية التي أسسها أوريجانوس.
في سنة 325، كأسقف قيصرية، قام بدورٍ رائد في مجمع نيقية. وصادق على قانون الإيمان، وعلى إعلان ألوهية ابن الله، الذي تم تحديده كـ “مساوٍ للآب في الجوهر” (homooúsios tõ Patrí).
وقال بندكتس السادس عشر بحديثه عن أوسابيوس أنه “كان متبحرًا في الدرس لا ينثني”، وقد أراد في كتاباته العديدة “أن يتأمل ويصل إلى خلاصة القرون الثلاثة الأولى للمسيحية، قرون ثلاثة تم عيشها في ظل الاضطهاد”.
وأشار البابا إلى أن “شهرة أوسابيوس الخالدة” ترتبط في المقام الأول بكتب “التاريخ الكنسي” العشرة. “فهو أول من كتب تاريخًا كنسيًا يبقى دومًا ركيزة هامة بفضل المراجع التي وضعها في خدمتنا”.
“بفضل هذا التاريخ، تمكن أوسابيوس أن يخلص من النسيان المحتم أحداث وشخصيات وأعمال أدبية تعود إلى الكنيسة القديمة. لذا نحن بصدد مرجع أولي لمعرفة العصور المسيحية الأولى”.