الفاتيكان، 13 يونيو 2007 (ZENIT.org). – تطرق البابا بندكتس السادس عشر خلال تعليم الأربعاء، في معرض كلامه عن مؤرخ الكنيسة الأول أوسابيوس القيصري إلى الكلام عن النية التي دفعت أوسابيوس إلى كتابة مجلدات “التاريخ الكنسي” العشرة
وتحدث بندكتس السادس عشر عن مقدمة المجلد الأول التي تكرر في إطار سطور قليلة، الصفة المسيحانية “المخلص” 3 مرات، وتشير بشكل ظاهر عن “رحمته” و “صلاحه”.
وأوضح البابا أنه يمكننا أن “نفهم بهذا الوجهة الأساسية التي يحملها تأريخ أوسابيوس: فتاريخه يتمحور حول المسيح، ويكشف بشكل تدريجي محبة الله للبشر”.
ثم تحدث البابا عن خاصية أخرى تميز التاريخ القديم وهي “العبرة الخلقية” التي تعطي السرد وجهته. “فالتحليل التاريخي ليس غاية بحد ذاته؛ لا يجري القيام به للكشف عن الماضي فقط؛ لا بل، هو يحمل إلى الارتداد، وإلى شهادة حياة مسيحية أصيلة من قبل المؤمنين. هو دليل لنا”.
وأشار البابا أن أوسابيوس يطرح التساؤل على موقفنا تجاه عمل الله في التاريخ وتجاه وقائع الكنيسة. “هل هو موقف من يهتم بدافع فضول بسيط، ربما بحثًا عما يثير الإحساس أو الشكوك بأي ثمن؟”، أم هو موقف “مفعم حبًا، ومنفتح على سر يعرف – بالإيمان – أن يقرأ في تاريخ الكنيسة علامات محبة الله وأعمال الخلاص العظمى التي قام بها؟”
وتابع بندكتس السادس عشر: “إذا كان هذا موقفنا، فلا يمكننا إلا أن نشعر بأننا مدفوعون إلى إعطاء جواب أكثر انسجامًا وسخاءً، لكي نترك علامات محبة الله للأجيال الآتية أيضًا”.
ثم استشهد بالكاردينال جان دانييلو القائل أن “التاريخ هو سر” وعمل الله، ولكن “هذا التاريخ الذي يحققه الله لأجل البشر، لا يحققه من دونهم. الاكتفاء بالتأمل بـ “عظائم” الله يعني فقط رؤية بعد من أبعاد الأشياء. فالأشياء تتطلب تجاوب البشر”.
ثم أنهى البابا كلمته بالقول: “على مسافة قرون كثيرة، ما زال أوسابيوس يدعو المؤمنين، يدعونا نحن، إلى الدهشة، وإلى التأمل في التاريخ بأعمال الله العظيمة التي يقوم بها لأجل خلاص البشر. وبالزخم عينه يدعونا إلى التوبة وتغيير حياتنا”.