"شبكات اتصال الكنيسة ووسائلها الإستثنائية للنفاذ إلى المعلومات"

تحليل لسفير لبنان لدى الكرسي الرسولي (الجزء الثالث)

Share this Entry

روما، 14 يونيو 2007 (ZENIT.org) – تملك الكنيسة مجموعة “شبكات ووسائل إستثنائية للنفاذ إلى المعلومات الشاملة والتفصيلية والدقيقة” والمفيدة لكل سفير ناشط لدى الكرسي الرسولي”، على حدّ قول سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي.
ويذكّر سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي بأنّ إحدى ميزات الكرسي الرسولي تكمن في “عدم امتلاكه مصالح مادية يدافع عنها، حيث تترفع أعماله عن أي مصلحة خاصة”.
وقد جاء حديث الديبلوماسي اللبناني في مداخلة له في الخامس عشر من مايو الجاري حول “دور التمثيل الديبلوماسي ووظائفه لدى الكرسي الرسولي” في إطار مادة بعنوان “الكنيسة الكاثوليكية والسياسة الدولية للكرسي الرسولي” ضمن دورة حول “السلك الديبلوماسي: السفارات البابوية والتمثيل الديبلوماسي لدى الكرسي الرسولي” جرت في الجامعة الحبرية الغريغورية في روما.
وقد توجهت هذه الدورة الدراسية إلى ديبلوماسيين من العالم العربي لتعريفهم على الكنيسة الكاثوليكية بدعوة من مؤسسة “الغريغوريانا” والمعهد الدولي “جاك ماريتان”. وترأس الجلسة الكاردينال جان-لويس توران.

وقد شدد السفير على أن “السعي للإعلام يبقى ناقصاً إن لم يصحبه استعداد إضافي للإصغاء والإستعلام، خاصة حين يكون للشخص المعني شرف العمل مع هيئة تُعتبر من أفضل الهيئات العالمية اطلاعاً على المعلومات”.

وقد تحدث عن السفارات البابوية ال172 التابعة للكرسي الرسولي عبر العالم، والبعثات البابوية الـ 12 والممثليات الـ 16 لدى المنظمات الحكومية الدولية بالإضافة إلى المعلومات التي ترد إلى الفاتيكان من الكنائس المحلية ومجمع الأساقفة ومن ممثلي مختلف الرهبنات والجمعيات الدينية والعلمانية التي تعمل في خدمة الكنيسة، و”المنخرطين في شتى مجالات النشاط السياسي والإقتصادي والثقافي والخيري والصحي والإجتماعي في الدول” التي يتواجدون فيها.

وأضاف سعادته: “من الطبيعي أن نستعلم أولاً عن نظرة الكرسي الرسولي ورؤيته لتطور الأوضاع في بلادنا. كما أنه من المفيد أن نستعلم عما هو حاصل في العالم، بما في ذلك في المناطق النائية حيث لا تمثيل ديبلوماسي أو قنصلي لدولتنا، وفي دول “الإغتراب” أو دول “القرار” كما تُسمى، وهي ذات أهمية واسعة بالنسبة إلى دولة كلبنان على سبيل المثال”.

“فالسفير الناشط لدى الكرسي الرسولي مخوّل أن يطّلع على ما يجري في البرازيل أو جمهورية الكونغو الديمقراطية، لا بل أيضاً في الولايات المتحدة، أكثر من سفرائنا في برازيليا أو كينشاسا أو واشنطن الذين لا تتوفر لديهم ما يتوفر للكنيسة من شبكات ووسائل إستثنائية للنفاذ إلى المعلومات الشاملة والتفصيلية والدقيقة”.

وتابع قائلاً: “نصيحتي هنا هي أن ننصت إلى مواقف الكنيسة حول المسائل العالمية الكبرى بهدف فهمها، كيما نتمكن من رفعها إلى حكوماتنا وتوجيه قراراتها، وبهدف توعية وسائل الإعلام وشعوبنا والرأي العام عندنا إلى التعاليم والقيم الكونية التي يعمل الكرسي الرسولي على تعزيزها”.

وأعطى السفير اللبناني بعض العناوين الأساسية لفهم مواقف الكنيسة: “نحن نعرف أن هذه المواقف تتمحور حول المواضيع الرئيسة التالية: حرية المعتقد والدين والعبادة، والحوار المسكوني وما بين الأديان، والوضع في الأماكن المقدسة، والسلام داخل الدول وفي ما بينها، والنقاط الساخنة كالشرق الأوسط ولبنان والعراق وإقليم دارفور والصومال ومنطقة البحيرات الكبرى وساحل العاج، بالإضافة إلى المشاكل المختلفة في أميركا اللاتينية، والإرهاب ، ونزع السلاح، ومكافحة الفقر، والتوزيع العادل لخيرات الأرض، والأمية، وحقوق الإنسان عموماً، والمحافظة على العائلة والحياة، والأخلاقيات وغيرها من المواضيع…”
وفي موضوع المعلومات المتبادلة ختم قائلاً: “أخيراً، وخلافاً لما يعتقده بعض الديبلوماسيين الذين يرون أنهم في الكرسي الرسولي “لا من أجل الدين” بل “من أجل السياسة”، أعتقد بصدق أنه على البعثات الديبلوماسية أن تتابع عن كثب وتطّلع على كل ما من شأنه أن يهمّ الكرسي الرسولي أو يشغله على الصعيد الأخلاقي والديني وما يمتّ إلى السلطة الكنسية بصلة، وذلك لأسباب عديدة، ومنها خاصةً: أننا نعلم جميعاً ونعترف منذ البداية بأننا معتمَدون لدى كيان له بُعد روحي بامتياز (أعني الكرسي الرسولي) وليس لدى حاضرة دولة الفاتيكان؛ ما يعني أنه لا يجوز أن نتملص من واجبنا المهني أو الأخلاقي الذي يقضي بأن نلعب دور الوسطاء بين المجتمعين السياسي والديني اللذين نتحرّك ضمنهما، كما لا يجوز لنا البقاء على الحياد عندما يتعلق الأمر بتعزيز القيم الروحية والأخلاقية…

كما أشار السفير إلى أن “المرجعية الأسمى للبعثات الديبلوماسية تكمن في خطب البابا ونداءاته ورسائله وعظاته”.

وذكر سعادته أيضاً “أن الكلمات التي يتبادلها الأب الأقدس والسفراء الجدد المعتمدين، لمناسبة تقديمهم أوراق اعتمادهم، تشكل مصدراً قيّماً للمعلومات المتعلقة بمواقف الكرسي الرسولي حيال المسائل الخاصة بالدولة المعتمِدة وورقة طريق حقيقية بالنسبة إلى الديبلوماسي لكي يؤدي المهام التي تسلمها للتوّ على أفضل وجه.
وبالعودة إلى كتاب ” Attività della Santa Sede” أو ” “Acta Apostolicae Sedis (نشاط الكرسي الرسولي)، ندرك أهمية وكثافة العمل الذي يقوم به الكرسي الرسولي على مدى سنة من الوقت والجهود الضخمة التي يتوجب على الدبلوماسيين بذلها لمتابعة هذا النشاط ومواكبته”.

إلى ذلك، ذكر السيد أبي عاصي أيضاً بأهمية متابعة “إجراءات دعاوى تطويب وتقديس طوبا
ويين وقديسين من بلادهم” و”إعداد زيارات منتظمة لزعمائهم السياسيين والروحيين القادمين إلى روما في زيارة رسمية أو للمشاركة في احتفالات أو ندوات أو سينودس أو إجتماعات اساقفة تعقد مرة كل خمس سنوات أو حتى مجامع كرادلة، بالإضافة إلى واجب قيام البعض أيضاً بإدارة ممتلكات للدولة أو السهر على حسن التعاون مع الجماعات الدينية الوطنية الأخرى الحاضرة أو الممثلة في روما”.

وقال السفير: ” لقد حضرتُ احتفالات تقديس قديس من لبنان هو القديس نعمةالله الحرديني، في شهر مايو 2004، وكان عليّ أن أعدّ لزيارة رئيس الدولة مرة في العام 2004 للمناسبة نفسها ومرتين في العام 2005 لمناسبة مراسم تشييع البابا الراحل مار يوحنا بولس الثاني ولاحتفالات تنصيب البابا بندكتس السادس عشر على كرسي بطرس في شهر أبريل 2005، ناهيك عن أن ثمة أكثر من عشر رهبنات لبنانية حاضرة وناشطة في روما”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير