البطريرك الماروني: " ان مؤيدي حركة الاجهاض يعتبرون الولد كأنه عائق في وجه الاستقلال الذاتي، وطلب اللذة، والانصراف الى العمل".

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بكركي، 17 يونيو 2007 (ZENIT.org). –  تابع البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس الحديث عن موضوع الإجهاض وانطلق في حديثه اليوم، أثناء عطة الأحد من كلمات حواء في سفر التكوين فقال: “ان ردة فعل الأم الأولى أمام مولودها تشير الى الدور الالهي والانساني في عملية الخلق والايلاد: ” فكأنها تقول مع سفر التكوين: “اقتنيت رجلا من عند الرب”. هذه الحياة البشرية الجديدة هي اعجوبة مدهشة، وهذا الطفل هو من أحد أهم الهبات التي يعطيناها الله”.

ثم تابع البطريرك الاستشهاد بالمزمر القائل: “لأنك أنت كونت كليتي. نسجتني داخل بطن أمي. أحمدك لأنك صنعتني في اعجازك المدهش. ما اعجب أعمالك، ونفسي تعلم ذلك يقينا”.

 ثم تطرق إلى النظرة المعارضة لمؤيدي حركة الإجهاض فقال: “خلافا لهذه النظرة، ان مؤيدي حركة الاجهاض يعتبرون الولد كأنه عائق في وجه الاستقلال الذاتي، وطلب اللذة، والانصراف الى العمل. وأطلقوا اجراءات معادية للولد الذي سيولد”.

وشرح البطريرك أن “الوحي اليهودي المسيحي يولي الحياة البشرية قيمة لا مثيل لها، وفائقة الطبيعة، فيما النظرية العلمانية ترمي الى تمجيد الانسان فترده الى القيام بوظيفة كائن أسمى في العالم الطبيعي”.

وأشار إلى أن أول ما يؤكد سلطان الله على الكائن البشري قوله تعالى في كتاب سفر التكوين: “لنجعل الانسان على صورتنا ومثالنا”. وهذه أعمق ملاحظة صدرت في حق بشر، وأكبر مديح يكيله الله للانسان”.

ثم قال: “ان الحركة المؤيدة للآجهاض هي نوع من الفلسفة الانسانية المدنية تستخدم التضليل، والتقنية، والضغط، والقانون، لتضمن الخيار غير المحدود للمحافظة أو للقضاء على حياة أناس، ابرياء، خاصة في بدء هذه الحياة أو نهايتها”.

وتحدث البطريرك عن مأساة الإجهاض عبر الأرقام والإحصاءات فقال: “ان القرن العشرين كان أكثر العصور فتكا بالانسان. وغالبا ما يهمل احصاء العديد من الضحايا، فيما بينها العدد الأكبر من ضحايا الاجهاض بواسطة الجراحة، وحبوب وسائل منع الحمل، وقد بلغت ضحايا الاجهاض بين عامي 1973 و2000 في الولايات المتحدة فقط أربعين مليون ضحية بشرية. ومنذ سنة 1973 قتل الاجهاض ما يقارب الأربعين مليون جنين في السنة في العالم، وهو رقم يبلغ في مدى ثلاثين سنة نحو مليار ونصف ضحية. والسبب المباشر لهذه المجزرة الخطيرة في التاريخ، هو عقيدة تأييد الاجهاض، وهو أحد اخطر المساوئ التي أصابت البشرية”.

وأشار البطريرك الماروني أن على الإنسان أن يقوم بخيار في حياته إما في سبيل الحياة أو في سبيل حضارة الموت فـ “الله يرغب ويريد أن يخلصنا. وهو يحبنا بما لا يقاس وبما لا يمكننا أن نتخيله. وهو يترك لنا الحرية في أن نختاره أو ان لا نختاره. وعقيدة تأييد الاجهاض تتناسى هذه النقطة الأساسية. يمكننا ولا شك أن نختار الذهاب ضد الله، ولكننا نجد الموت والشيطان، بدل التحرير. والخيار الآخر هو أن نحب بعضنا بعضا “كما أحبنا”. محبة الآخرين محبة ملهمة، بطولية، الهية، هي في الوقت عينه الطريق التي بواسطتها نتقدس، والطريق التي بها نحقق ثقافة الحياة”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير