أسيزي، 17 يونيو 2007 (ZENIT.org). – بعد انتهاء الاب الاقدس من احتفاله بالذبيحة الالهية في ساحة بازيليك مار فرنسيس – أسيزي- وقبيل صلاة التبشير الملائكي، ألقى قداسته على المشاركين الكلمة التالية.
* * *
أخواتي واخوتي الأحباء!
ثمانية عصور خلت، حينها لم يكن بمقدور أسيزي ان تتوقع ما كانت العناية الالهية تخبىء لها، اذ أصبحت تعرف عالميا اليوم ب ” “موضع للنفس البشرية”. وهذا نتيجة الحدث الذي حصل في هذا المكان وترك بصمات لا تمحى بسهولة. وأقصد بذلك حدث التحوّل في حياة الشاب فرنسيس، الذي بعد 25 سنة من الطيش واللهو، تعرف على نعمة الرب وعاد الى ذاته وأستطاع رويدا رويدا ان يجعل من المسيح المخلص، مثاله الأعلى. لقد ابتغيت في زيارة الحج هذه ان أعيد للذاكرة معنى هذا الحدث التاريخي و ما قدم للكنيسة بمرور الزمن.
في طريقي لهذه الساحة، مررت بكنيسة سان داميانو، حيث سمع فرنسيس نداءا توجيهيا أتى اليه من المصلوب: ” أذهب وأصلح كنيستي، يا فرنسيس”. هكذا بدأ، وقلبه متحوّلا كليا، بتنفيذ هذه المهمة التي أعطت ثمارا في قلب الكنيسة و المجتمع. وفي (ريفوتورتو) عاينت الموضع الذي شاهد فيه قديسنا البرص الموثقون حيث اقترب منهم بحنان، ويقول التقليد التاريخي أن فرنسيس بدأ مسيرة التوبة بعد لقائه بالبرص هذا. ومررت أيضا على كنيسة القديسة كلارا، وأريد ان أحج بعد الظهرالى كنسية السيدة العذراء حيث لفظ فرنسيس أنفاسه الأخيرة، وهناك أريد ان التقي بالشبيبة أملا بان يخاطب فرنسيس الشاب قلوبهم.
في هذا الوقت ، ومن داخل بازيليك مار فرنسيس حيت يرقد جثمانه، أرغب بأن اردد بعض قصائد الحمد التي نظمها بيده: “لك المجد والاكرام يا ايها السيد المرتفع فوق السماوات، ضابط الكل”. يعتبر فرنسيس الاسيزي من معلمي الايمان الكبار، أستطاع من خلال حبه ليسوع، ان يلتقي بوجه اله المحبة. وأمتازت علاقاته مع الاخرين بالتواضع والبساطة والسلام، ذلك انطلاقا من عيشه التطويبات الانجيلية.
من مدينة السلام هذه ، أتوجه بتحية لكل رؤساء وممثلي الديانات و الطوائف في العالم الذين لبوا دعوة سعيد الذكر سلفي البابا يوحنا بولس الثاني، وأحيوا لقاء من أجل السلام في عام 1986. أشعر الان بالواجب الملح بأن أتوّجه بنداء كيما تتوقف جميع النزاعات والحروب التي تدمي الأرض، وان تسكت لغة السلاح، ويحل الحب مكان البغض، والمسامحة مكان البغض،والوحدة مكان الانقسام. نذكر الان نحن الحاضرين هنا جميع الذين يعانون من الحروب وبنوع خاص سكان الارض المقدسة التي طالما أحبها القديس فرنسيس، وسكان ولبنان والعراق. هؤلاء جمعيا مدعوون لاقامة حوار بناء وصادق و يكون مدعوما من الجماعة الدولية، من خلاله يمكنهم ان يضعوا حدا لكل النزاعات والانقسامات.
نطلب من الله بشفاعة مار فرنسيس ان يتذايد عدد فعلة السلام، ويستطيعون من خلال أعمالهم اليومية ان ينشروا السلام. وان تساعدنا العذراء مريم على أكتشاف سر السلام، نبع المحبة، أي الله المتجسد من أحشائها يسوع.
.