الفاتيكان، 20 يونيو 2007 (ZENIT.org). – تضمن تعليم البابا بندكتس السادس عشر خلال المقابلة العامة اليوم وقفات ذات عمق لاهوتي كبير انطلاقًا من فكر القديس أثناسيوس الإسكندري الذي وصفه البابا بـ “اللاهوتي المولع بتجسد اللوغوس، كلمة الله، الذي – كما تقول مقدمة الإنجيل الرابع – “صار جسدًا وحل في ما بيننا” (يو 1، 14)”.
فقد كان أثناسيوس “من أشرس المناهضين للبدعة الأريوسية التي كانت حينها تهدد الإيمان بالمسيح، جاعلة منه خليقة “وسيطة” بين الله والإنسان، بحسب ميل يتردد في التاريخ ونراه عاملاً بأشكال مختلفة في أيامنا أيضًا.
كان أريوس يهدد بنظرياته الإيمان بالمسيح، مصرحًا بأن اللوغوس لم يكن إلهًا حقًا، بل إلهًا مخلوقًا، كائنًا “وسيطًا” بين الله والإنسان، وهكذا يبقى الإله الحق دائمًا غير ممكن الوصول إليه من قبلنا.
وقد أشار البابا أنه في مجمع نيقيا – الذي شارك فيه أثناسيوس الشاب – “تم التعبير عن إيمان الكنيسة غير المنقسمة، والذي نتلوه حتى في أيامنا، كل أحد، في الاحتفال الافخارستي – تظهر الكلمة اليونانية (homooúsios)، وباللاتينية (consubstantialis): وهذه الكلمة تعني أن الابن، اللوغوس، هو “من نفس جوهر” الآب، هو إله من إله، هو جوهره، وهكذا يجري تسليط الضوء على إلوهية الابن الكاملة، التي كان الأريوسيون يرفضونها”.
وبين البابا كيف أن تفكير أثناسيوس اللاهوتي انصب على تبيان حقيقة ألوهية الكلمة المتجسد، فأشهر مؤلف عقائدي للأسقف الإسكندري القديس هو “في تجسد اللوغوس”. وفي هذا الكتاب يخبرنا أثناسيوس أن الكلمة الإلهي صار جسدًا مثلنا لأجل خلاصنا.
يقول أثناسيوس في هذا المؤلف عبارة صارت مشهورة، وهي أن الكلمة “صار إنسانًا لكي نصير نحن الله؛ لقد أصبح منظورًا في الجسد، لكي ننال نحن فكرة عن الآب غير المنظور، وقد تحمل هو ذاته عنف البشر لكي نرث نحن عدم الفساد” (54، 3).
وبالحديث عن القيامة، يشبه أثناسيوس الرب القائم كالنار الآكلة فيقول أن الرب بقيامته، أفنى الموت كما لو كان “قشًا في النار” (8، 4).
هذا وأضاف البابا ملخصًا لاهوت التجسد لدى أثناسيوس فقال: “إن الفكرة الاساسية في لاهوت أثناسيوس بأسره هي أنه من الممكن الوصول إلى الله. وليس إلهًا ثانويًا، بل الإله الحق، ومن خلال شركتنا مع المسيح، نحن نستطيع أن نتحد حقًا بالله. لقد أصبح حقًا “الله معنا””.
الكلمة "صار إنسانًا لكي نصير نحن الله؛ لقد أصبح منظورًا في الجسد، لكي ننال نحن فكرة عن الآب غير المنظور
لاهوت التجسد بحسب القديس أثناسيوس الإسكندري