من الإرشاد الرسولي "سر المحبة" لقداسة الحبر الأعظم بندكتس السادس عشر

“لا يجب أن نتناسى الشكران الثمين بعد المناولة: فإلى جانب إنشاد ترنيمة مناسبة، من الفائدة بمكان أن نستجمع حواسنا بصمت”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الفاتيكان، 20 يونيو 2007 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي العددين 50 و 51 من القسم الثاني من الإرشاد الرسولي “سر المحبة” لقداسة الحبر الأعظم البابا بندكتس السادس عشر حول موضوع الافخارستيا مصدر وغاية حياة الكنيسة ورسالتها.
* * *

توزيع وتناول الافخارستيا

50. هناك محطة أخرى من الاحتفال الافخارستي ينبغي الكلام عنها وهي توزيع وتناول الافخارستيا.
أطلب من الجميع، وبالخصوص من حاملي الدرجات الكهنوتية، ومن الذين، نظرًا لحاجة حقيقية، يتم توكيلهم بخدمة توزيع الافخارستيا، أن يقوموا بكل ما هو ممكن لكي يطابق هذا الفعل قيمته المتمثلة بلقاء الرب يسوع في السر.
في ما يتعلق بالتعليمات من أجل الممارسة الحسنة أشير إلى الوثائق الصادرة مؤخرًا (151). فلتلتزم كل الجماعات المسيحية بأمانة بالتعليمات الحالية، معتبرة هذه الأخيرة تعبيرًا عن الإيمان والحب الذي ينبغي أن نتمتع بهما جميعًا في عيشنا لهذا السر السامي.
إضافة إلى ذلك، لا يجب أن نتناسى الشكران الثمين بعد المناولة: فإلى جانب إنشاد ترنيمة مناسبة، من الفائدة بمكان أن نستجمع حواسنا بصمت (152).
بهذا الصدد، أود أن ألفت الانتباه إلى مشكلة راعوية يتم الوقوع فيها باستمرار في زمننا الحاضر. أعني الاحتفال بالقداس في بعض المناسبات، مثل الزواج أو المآتم أو مناسبات من هذا النوع، حيث يتواجد إلى جانب المؤمنين الممارسين، ربما أناس لم تتقرب من المذبح منذ أكثر من سنة، أو ربما يعيشون في حالة لا تمكنهم من التقرب من الأسرار. أحيانًا أخرى، من الممكن أن يكون هنالك أشخاص من طوائف مسيحية أخرى أو حتى من ديانات أخرى. ونجد حالات من هذا النوع في كنائس هي محط اهتمام الزوار، بوجه خاص في مدن الفن الكبرى. نفهم مما ذكرناه أن هناك حاجة لإيجاد أساليب مختصرة ومفيدة لتذكير الجميع بمعنى المناولة الأسرارية وبالشروط اللازمة لقبولها.
في الحالات التي لا تتوفر فيها إمكانية التأكد من الوعي لمعنى الافخارستيا، يجب اعتبار ما إذا كان أفضل استبدال الاحتفال الافخارستي باحتفال بليتورجية الكلمة (153).

الوداع: “Ite, missa est”

51. أخيرًا، أود التوقف حول ما قاله آباء السينودس بشأن الوداع في ختام الاحتفال الافخارستي. بعد البركة، يودع الشماس أو الكاهن الشعب بالقول: ” Ite, missa est”. بهذه التحية يمكننا أن نرى العلاقة القائمة بين الاحتفال بالقداس والرسالة المسيحية في العالم.
في القدم، كانت ” missa ” تعني ببساطة “حل [الجماعة]”. ولكن هذا التعبير وجد في الاستعمال المسيحية معنى أعمق. ففي الواقع، قد تحول تعبير “حل” (demissio) إلى “رسالة” (missio). تعبّر هذه التحية بشكل مقتضب عن طبيعة الكنيسة الإرسالية.
وعليه من الضروري مساعدة شعب الله على التعمق بهذا البعد الأساسي من الحياة الكنسية، انطلاقًا من الليتورجية. بهذا الصدد، من المفيد أن يكون بحوزة المحتفل بعض النصوص الموافق عليها من السلطة الكنسية للصلاة لأجل الشعب وللبركة الختامية، والتي تظهر الترابط المذكور (154).

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير