روما، 20 يونيو 2007 (Zenit.org) – لا تزال أعمال العنف الموجهة ضد المسيحيين مستمرة في المدن العراقية، حيث يعاني المسيحيون من شتّى أنواع الإضطهادات، من التهديات والى دفع الجزية وارتداء الحجاب وإشهار الإسلام ومنع استعمال الهاتف الجوّال والطرد والقتل…
ولا تزال أعمال الخطف مستمرة في العراق. فبعد أن أُطلق سراح الأب هاني الذي بقي بين أيدي الإرهابيين لمدة 11 يوماً، اختطف يوم الإثنين شابان مسيحيان بينما كانا في عملهما. أطلق أحدُهما إذ دُفِعت الجزية، وأما الآخر فلا يزال محتجَزاً.
بدأ مسلسل العنف وتفجيرات الكنائس في العراق يوم الأحد 4 أغسطس 2004، حسب ما جاء في تقرير مصوّر نُشر على موقع عينكاوا وهو بعنوان “قصة معاناة المسيحيين العراقيين مع تفجيرات الكنائس، خطف وذبح وقتل الكهنة وشتى الاعتداءات الاخرى”.
ففي ذلك اليوم، وبعد أن خرج الآلاف من المسيحيين من كنائسهم بعد القداس الإلهي ليحتضنوا سيارات مفخخة مزقت أحبتهم الى أشلاء متناثرة. وهذه لائحة بالكنائس الأخرى التي اعتُدي عليها منذ ذلك الحين:
كنيسة الرسولين بطرس وبولس الكلدانية الكاثوليكية في بغداد الدورة حي الميكانيك ودّعت الى السماء عشرة من ابناءها وزوارها ومن بينهم خطيبين على وشك الزواج في الاسبوع ذاته شاءت السماء ان تحتفل بهما قبل الارض.
كنيسة مار إيليا الحيري للكلدان الكاثوليك في بغداد النعيرية فقدت إبنا نجيبا لها بعد أن شارك إخوته وأخواته في إخلاء الكنيسة بسلام من المصلين قبيل إنفجار السيارة المفخخة، فأضحى كبشا إفتدى شعبا لطالما ثابر هو على خدمته.
كنيسة مار كيوركيس للاثوريين في بغداد الدورة والتي تهدم معظم بناءها بينما بقي الصليب شامخا وثابتا في مكانه مما اغضب المفجرين، فعادوا وانزلوا صليبها واحرقوها مخلّفين في المرتين عشرات الجرحى.
كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد الكرادة تصدع جزء كبير من بناءها وخلّف تفجيرها عشرات الجرحى.
كاتدرائية سيدة الزهور للأرمن الكاثوليك في بغداد الكرادة خلّف تفجيرها عشرات الجرحى.
كنيسة مار بولس الكلدانية الكاثوليكية في الموصل قصفت بصاروخ قبل ان تُفجر بسيارة ملغومة اختطفت حياة مؤمن وخلفت الكثير من الجرحى .
مقر المطرانية الكلدانية الكاثوليكية الجميل في الموصل تحول الى ركام غير أن تمثال العذراء ضل شامخا وثابتا في مكانه.
وبعد الأول من أغسطس تعرضت العديد من الكنائس والاديرة الى المزيد من تلك الهجمات مخلفة في كل مرة القتلى والجرحى والكثير من الخسائر المادية … ومن هذه الاماكن:
– كنيسة الروم الكاثوليك في بغداد الكرادة تهدم جزء كبير منها وتسبب تفجيرها بالعديد من الجرحى في 16 نوفمبر 2004.
– كنيسة مار يعقوب اسقف نصيبين للكلدان الكاثوليك في بغداد حي اسيا والتي هوجمت اكثر من مرة وتم انزال صليبها مؤخرا بواسطة المهاجمين.
– كنيسة مار يوسف شفيع العمال للكلدان الكاثوليك في بغداد حي الجامعة.
– كنيسة مار ماري للكلدان الكاثوليك في بغداد حي البنوك وتم استهدافها لأكثر من مرة.
– كنيسة مار يوحنا المعمدان للكلدان الكاثوليك في بغداد الدورة.
– كنيسة مار بولس للكلدان الكاثوليك في بغداد الزعفرانية.
– كنيسة مار بطرس وبولس للسريان الأرثدوكس في بغداد قرب الجامعة التكنولوجية.
– كنيسة السبتيين في بغداد شارع النضال وتم استهدافها في 10 سيتمبر 2004 وايضا في 29 يناير 2006.
– سفارة الفاتيكان في بغداد.
– كنيسة مار أفرام للسريان الارثدوكس في كركوك.
– كنيسة مارت شموني للاثوريين في الموصل تلكيف.
– دير الراهبات الدومنيكيات الكاثوليكيات في الموصل تللسقف.
– كنيسة مار بهنام والشيخ متي للسريان الأرثذوكس في بغداد الدورة حي الميكانيك.
– دير راهبات الكلدان الكاثوليك في بغداد المسبح بتفجير غير مباشر .
– كنيسة الصعود للكلدان الكاثوليك في بغداد المشتل ضربت قاعتها بقذيفة كاتيوشا.
– كنيسة القديس كريكور المنور للأرمن الارثدوكس في بغداد ساحة الطيران تفجير غير مباشر.
– كنيسة سلطانة الوردية للكلدان الكاثوليك في بغداد الكرادة بتفجير غير مباشر.
– كنيسة القلب الاقدس للكلدان الكاثوليك في بغداد كراج الامانة بتفجير غير مباشر.
ولم يتوقف الأمر عند الكنائس، بل بدأ مسلسل خطف الكهنة وتعذيبهم واهانتهم وتهديدهم:
• الأب رعد وشّان 17 يوليو 2006 بغداد للكلدان
• الأب سعد سيروب 15 أغسطس 2006 بغداد للكلدان
• الأب باسل يلدو 16 سبتمبر 2006 بغداد للكلدان
• الأب بولس أسكندر 11 أكتوبر 2006 الموصل، ذبح
• الأب دكلص البازي 19 نوفمبر 2006 بغداد للكلدان
• الأب منذر الدبر 26 نوفبر 2006 الموصل، قتل
• الأب سامي عبدالاحد 4 ديسمبر 2006 بغداد للكلدان
• الأب جبرائيل شمامي 2 أبريل 2007 بغداد للكلدان
• الأب نوزت بطرس 19 مايو 2007 بغداد للكلدان
• الأب هاني عبدالاحد 6 يونيو 2007 بغداد للكلدان
وتابع التقرير: “ولم يكتف المجرمون الى هذا الحد، فنالت اياديهم من ارواح ثلاثة من الكهنة الاجلاء:
• الأب بولس أسكندر (52 عاما) للسريان الارثدوكس، ذبح في 11 أكتوبر 2006 في الموصل بعد يومين من خطفه.
• الأب منذر الدبر (69 عاما) للكنيسة البروتستانية، أطلق الرصاص على رأسه في 26 نوفبر 2006 في الموصل بعد خطفه لأربعة ايام.
• الأب رغيد كني (35 عاما) للكلدان الكاثوليك، بوابل من الرصاص في 3 يونيو 2007 في الموص
ل ومعه ثلاثة من الشمامسة.
تظاهرات حول العالم
وتضامناً مع إخوتهم في العراق، نظّم العراقيون في بلدان المهجر تظاهرات عدة. ففي تورنتو الكندية نُظّمت مسيرة يوم الأحد 17 يونيو، ألقى خلالها الأب اسطفانوس عيسى، من كنيسة السريان الأرثوذكس، كلمة تحدث فيها عن الهدف من تنظيم هذه التظاهرات وأن ما يتعرض له مسيحيو العراق لا يمكن أن يكون إلا أمراً ضد إرادة الله، ودعا الأب عيسى المتظاهرين الى مشاركته الترنيم لأجل السلام في العراق والسلام للشعب المسيحي. وفي كلمته باسم البرلمان الفدرالي الكندي، أكد السيد كاريجيانس، على أهمية تنظيم مثل هذه التظاهرات لإيصال القضية الى الحكومات لتأخذ معاناة العراقيين والمسيحيين منهم بشكل خاص بعين الاعتبار.
أما في ليون الفرنسية فنظمت الجالية المسيحية العراقية تظاهرة سلمية صامتة من أجل المساندة والتضامن مع المسيحيين العراقيين. واستنكرت الكلمات التي أُلقيت في هذه المسيرة أعمال التصفية والغدر ضد المسيحيين، منددة بالحالة المأساوية التي آلت اليها حياة كل العراقيين، وأكدت على ضرورة العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين من أجل بناء العراق.
وفي ساسكاتون في كندا، نظمت الجالية المسيحية يوم الأحد أيضاً تظاهرة سلمية كبرى لدعم ومساندة المسيحيين في العراق الذين يتعرضون اليوم الى أبشع محاولات القتل و التهجير القسري على يد جماعات تكفيرية تهدف الى إرغام المسيحيين لترك العراق.
وتحت شعار “أوقفوا جرائم القتلة الظلاميين ضد أبناء شعبنا في العراق” شهدت مدينة غوتنبيرغ السويدية واحدة من أضخم المسيرات الجماهيرية التي أقيمت فيها والتي نظمها اتحاد الأندية الأشورية في المدينة بالتعاون مع المؤسسات الدينية والقومية والوطنية والأحزاب العراقية العاملة في السويد، استنكاراً لما يعانيه المسيحيون العراقيون من وضع مأساوي خطير في العراق، وما يشهده من عمليات الخطف والاغتيال والتهجير التي تقوم بها عصابات إرهابية منظمة متسترة بالدين.
وكانت مدينة سان دييغو الأمريكية قد تظاهرت هي أيضاً يوم الجمعة الماضي مطلقة شعارات تقول: “نطالب بحماية مسيحيي العراق وكنائسهم … مسيحيو العراق أبناؤه الأصليون … يقتلون أبناءنا وكهنتنا لكن أبدا لن ينالوا من إيماننا … أوقفوا التطهير العرقي بحق مسيحيي العراق … لا للإرهاب الذي يطال يوميا الأبرياء من شعبنا المسيحي في العراق، وغيرها من الشعارات. وخلال التظاهرة ألقى المطران سرهد جمو كلمة مؤثرة قائلاً بأن “دماء شهدائنا الزكية روت أرض وطنهم الأصلي ، فهم أحفاد أولئك العظام الذين بنوا بابل التي كانت في يوم الأيام زينة الدنيا وأسسو لأول حضارة عرفتها البشرية”، داعياً العالم الى النظر الى وضع المسيحيين في العراق والإسراع باتخاذ خطوات فاعلة تحميهم، “وإلا فإن شعارات حقوق الإنسان التي يرفعونها ستكون بلا معنى”.