"في الحوار بين الثقافات، سيدرك الرجال والنساء أصحاب النوايا الحسنة أن ثمة قيماً مشتركة بين مختلف الثقافات لأنها متجذرة في طبيعة الشخص البشري"

كلمة الكاردينال مورفي أوكونور إلى المجلس الإسلامي (3)

Share this Entry

كارديف، بلاد الغال (ويلز)، 20 يونيو 2007، (Zenit.org)- ننشر في ما يلي القسم الثاني من كلمة الكاردينال مورفي أوكونور إلى المجلس الإسلامي في بلاد الغال (ويلز) التي ألقاها بتاريخ 9 يونيو في جامعة كارديف.
* * *

“اليوم يتمّ تدشين جامع كبير. وهذا الحدث هو إشارة بارزة إلى الحرية الدينية المعترف بها هنا لكل مؤمن. ومن المهم أن يكون للمسلمين مكان عبادة خاص بهم في روما، في مركز المسيحية وخليفة بطرس، باحترامٍ كامل لحرية معتقدهم. وفي مناسبة مهمة كهذه، لا بد لسوء الحظ من أن نشير إلى أنه في بعض الدول المسلمة تغيب بوادر الإعتراف بالحرية الدينية.

ولكن العالم، وعلى عتبة الألفية الثالثة، يترقب هذه البوادر! لقد أصبحت الحرية الدينية في أيامنا مكرسة في العديد من الصكوك الدولية وإحدى ركائز المجتمع المعاصر. وإذ يسرني أن يتمكن المسلمون من التجمع للصلاة في الجامع الروماني الجديد، يحدوني الأمل جدياً بأنه سيتمّ الإعتراف بحقوق المسيحيين والمؤمنين كافة بإعلان إيمانهم بكل حرية في كل بقعة من الأرض”.

إننا نثبت أننا نؤمن بالحرية الدينية عندما نكون مستعدين للحديث عن حق الآخرين في ممارستها، وليس فقط عن حقنا نحن. وإذا عرفنا كيف نعمل معاً لتأمين الحرية الدينية للجميع، نتمكن بالتأكيد من تحويل عالم الغد إلى الأفضل.

3. إن قمتَ يوماً بزيارة دير للرهبان البندكتان لاستقبلوك بصمت. وفي الأماكن البارزة في كل دير للبندكتان تطالعك كلمة قصيرة باللاتينية: باكس أو السلام. ويراد من جو الصمت الذي يطبع يوميات الرهبان خلق جو من السلام تكاد تلمسه ولكنه فقط إشارة إلى سلام داخلي أعمق بكثير. وعند المسلمين، أول ما يقوله الزائر لك هو “السلام عليكم”. وهذا يدل على أن المسلمين والمسيحيين على السواء يريدون بالفطرة ومنذ القدم العيش بسلام وإحلال السلام أينما حلّوا.

أشكر الله لأنه جعلنا جميعاً، في السنوات الأخيرة، نحن قادة الجماعات الدينية الرئيسية في بريطانيا نقف صفاً واحداً أمام رجال السياسة ووسائل الإعلام وأمام مواطنينا الأعزاء ندعو أهل النفوذ إلى بذل قصارى جهدهم لإحلال السلام بدل مشاهد هدر الحياة الكارثية والشنيعة التي تأتينا بها نشرات الأخبار إلى عقر دارنا.

فهذه ليست مشيئة الله ولا ما نريده نحن. فهناك دوماً طريقة أفضل، وكما قال العديد من البابوات، إن الحرب لن تكون يوماً الحل الأنسب بل هي دائماً إعتراف بالهزيمة. وكلنا يعرف أن أطفال الغد يستحقون ما هو أفضل كما ندرك أن بإمكان الجنس البشري القيام بما هو أفضل. وما دمنا نردد ذلك معاً، نكون بصدد إرساء أسس سليمة تستطيع الأجيال القادمة أن تؤسس عليها.

إسمحوا لي أن أختم كلمتي في هذه الأمسية بالإستشهاد بقول للبابا يوحنا بولس الثاني في يناير 2001، لمناسبة تقديم سفير إيران الجديد لدى الكرسي الرسولي أوراق اعتماده إلى الأب الأقدس. وأظن أنه يختصر الكثير مما سبق وقلتُ. يقول الأب الأقدس:

“في الحوار بين الثقافات، سيدرك الرجال والنساء أصحاب النوايا الحسنة أن ثمة قيماً مشتركة بين مختلف الثقافات لأنها متجذرة في طبيعة الشخص البشري – وهي قيم تعبّر عن خصائص وميزات الإنسانية الأكثر أصالة وهي التضامن والسلام والتربية والمغفرة والمصالحة وقيمة الحياة ذاتها”.

وأنا مقتنع بأن هذه القيم تقربنا بالفعل من بعضنا البعض. شكراً لإصغائكم!

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير