الفاتيكان، 26 يونيو 2007 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي القسم الثاني من المقابلة التي أجرتها زينيت مع الكاردينال فالتر كاسبر، الذي كان قد التقى يوم الخميس المنصرم الكاثوليكوس البطريرك مار دنخا الرابع، رأس الكنيسة الأشورية الشرقية الذي زار في وقت سابق البابا بندكتس السادس عشر.
* * *
س: ما كان مصير الحوار بعد العام 2004؟ ما هي المخاوف والعوائق التي يشير إليها البابا بندكتس السادس عشر في كلمته إلى غبطة البطريرك؟
ج: في العام 2005، قررت الكنيسة الأشورية من دون سابق إنذار أن تعلّق الحوار وألا توقّع الوثيقة التي سبق إعدادها حول الحياة الأسرارية. إضافةً إلى ذلك، وخلال لقاء عُقد في نوفمبر 2005، قرر سينودس الكنيسة الأشورية تعليق عضوية أحد أعضائه، وهو أسقف كان من بين رواد الحوار مع الكنيسة الكاثوليكية وقد شارك بشكل فعال في تحقيق تقدم الحوار الناجز.
لا يمكن للكنيسة الكاثوليكية أن تتدخل في الشؤون الداخلية لكنيسة أخرى، ولكنها تأسف كل الأسف لها التطور الحزين. فازدياد الإنقسامات في جماعة تواجه ما تواجه من التحديات الجمة ليس في مصلحة أحد، كما ذكرتُ سابقاً.
كما أن هذه الإنقسامات الإضافية تولّد صعوبات لحوارنا المسكوني، بما أن بعض وسائل الإعلام الأشورية تسيء استخدامها لكي تشكك في الكنيسة الكاثوليكية وفي نواياها الحقيقية تجاه الكنيسة الأشورية؛ ولا بدّ من وضع حدّ لهذا الجدال. ونحن نأمل ونصلي لكي نتمكن من تجاوز هذه المشاكل. على الصفاء أن يعود سيّد الموقف، ما يسمح للجنة المختلطة للحوار اللاهوتي باستئناف نشاطاتها.
هذا هو معنى النداء الذي وجهه البابا بندكتس السادس عشر إلى البطريرك مار دنخا الرابع وإلى كل المعنيين، لكي نتوصل معاً إلى الحلّ الأفضل.
س: ماذا تتوقعون من زيارة البطريرك مار دنخا الرابع بالنسبة إلى مستقبل العلاقات بين الكنيستين الكاثوليكية والأشورية؟
ج: مباشرةً بعد انتخاب البابا بندكتس السادس عشر، أعرب الكاثوليكوس مار دنخا الرابع عن رغبته في القدوم إلى هنا ومصافحة البابا الجديد. وقد تكون هذه الخطوة بادرة أمل لمستقبل علاقاتنا.
وعلاوةً على ذلك، لدي ثلاثة توقعات.
أولاً، أنه يمكن إيلاء المزيد من الإهتمام من قبل المؤمنين الكاثوليك والأشوريين في العالم أجمع للصعوبات التي يواجهها إخوتهم وأخواتهم في الشرق الأوسط وخصوصاً في العراق؛ وهذه الصعوبات تطال بشكل مباشر حياة المسيحيين أفراداً وعائلات ويجب أن تسترعي اهتمام الجميع ونيتهم الحسنة.
ثانياً، يمكن أن يتمّ توضيح نتائج الحوار بيننا وتلقفها بشكل أوفر، بما يتيح للمؤمنين من الكاثوليك والأشوريين أن يتوصلوا إلى فهم أعمق وأن يمدوا يد العون لبعضهم البعض. أخيراً، أعتقد أن أشكالاً أفعل من الشهادة المشتركة والنشاطات الراعوية المشتركة يمكن أن تتطوّر بين الكاثوليك والأشوريين، خاصةً في الغرب حيث المسيحيون من كافة الطوائف يواجهون التحديات الراعوية نفسها.
ماذا يمكننا أن نفعل معاً لكي تفرح الأجيال الناشئة بانتمائها إلى الكنيسة ولكي تشهد لإيمانها بالمسيح؟ هذا هو نوع الأسئلة التي أرغب في أن أراها في صلب لقاءاتنا المستقبلية، مع الكنيسة الأشورية الشرقية أيضاً.
س: لقد كان لكم كذلك لقاء عمل مع غبطة البطريرك ولفيف الأساقفة الذين رافقوه. فهل حصلت أي تعهدات أو مشاريع خلال هذه اللقاءات؟
ج: خلال اللقاء الذي جمعنا، أصررتُ على ضرورة أن نفعّل علاقة جدّية وصادقة بيننا. كما أعربتُ عن أملي بأن نتوصل من خلال قرارات عادلة ومتّزنة إلى تلافي حصول المزيد من الإنشقاقات في الكنيسة الأشورية. وقد أصبح من الواضح أن التواصل بشكل منتظم أكثر بين البطريرك وسينودس الكنيسة الأشورية من جهة والمجلس الحبري لتعزيز الوحدة بين المسيحيين من جهة أخرى من شأنه أن يكون مفيداً.
لذا عقدنا العزم على الإعداد لمرحلة ثالثة من حوارنا اللاهوتي المشترك. وكلّي أمل بأننا، وبهذه الطريقة، سنتمكن من إعطاء زخم جديد للعلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأشورية الشرقية.