الفاتيكان، 26 يونيو 2007 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي العدد 53 من الإرشاد الرسولي “سر المحبة” لقداسة الحبر الأعظم بندكتس السادس عشر حول موضوع الافخارستيا مصدر وغاية حياة ورسالة الكنيسة.
* * *
المشاركة والخدمة الكهنوتية
53. يجد جمال وتناسق العمل الليتورجي تعبيرًا بليغًا في الرتبة التي يدعى من خلالها كل شخص إلى المشاركة بشكل فعال. وهذا يعني الاعتراف والقبول بالأدوار التراتبية المختلفة التي يتضمنها الاحتفال نفسه.
من الجيد أن نذكر بأن المشاركة الفعالة في الاحتفال ليست بحد ذاتها مرادفًا للقيام بخدمة ما. وفوق كل شيء، ليس هناك فائدة، في ما يتعلق بمشاركة المؤمنين الفعالة، من خلق حالة من الضياع بسبب عدم القدرة على التمييز، في الشركة الكنسية، بين الأدوار التي تعود لكل فرد (158).
بوجه خاص، من الضرورة بمكان أن يكون هناك وضوح في ما يتعلق بالأدوار الخاصة بالكاهن. فالكاهن هو، بطريقة لا يمكن استبدالها، كما يشهد لنا التقليد الكنسي، الشخص الذي يترأس الاحتفال الافخارستي برمته، من سلام البدء إلى بركة الختام.
بقوة سر الدرجة المقدسة الذي تلقاه، يمثل الكاهن يسوع المسيح، رأس الكنيسة، وبطريقته الخاصة، الكنيسة نفسها (159).
فالأسقف هو الذي يقود كل احتفال افخارستي “إما شخصيًا، أو من خلال الكهنة معاونيه” (160). ويساعده الشماس الذي يقوم في الاحتفال بدور محدد: يحضر المذبح ويقوم بخدمة الكاهن، يعلن الإنجيل، كما ويمكنه أن يلقي العظة، ويقدم للمؤمنين نوايا الصلاة العامة، ويوزع على المؤمنين الافخارستيا (161).
وبالنسبة لهذه الخدمة، المرتبطة بسر الدرجة، هناك أشكال أخرى من الخدمة الليتورجية، التي يستطيع أن يقوم بها المكرسون والعلمانيون المهيؤون (162).