تتناول التعاليم الخمسة الأولى على التوالي موضوع الاستعداد المسبق للمعمودية، الارتداد عن العادات الوثنية، سر المعمودية، الحقائق العقائدية العشرة الموجودة في قانون الإيمان.
وتتحدث التعاليم اللاحقة عن قانون إيمان أورشليم، بوجهة معادية للأريوسية. أما التعاليم الخمسة الأخيرة فهي إعدادية للأسرار. تشكل الاثنتان الأوليان تعليقًا على رتبة المعمودية، وتتطرق الثلاثة الأخيرة إلى التثبيت (المسحة)، إلى جسد ودم المسيح، وإلى الليتورجية الافخارستية.
وأشار البابا إلى أن تعاليم كيريلس “تشكل بمجملها تعليمًا منتظمًا حول ولادة المسيحي من جديد بواسطة المعمودية”.
واستشهد البابا بالأسقف الذي يتوجه هكذا إلى الموعوظين: “لقد وقعت في شباك الكنيسة (راجع متى 13، 47). اترك نفسك تؤخذ حيًا؛ لا تهرب، لأن يسوع يصطادك بصنارته، لا ليعطيك الموت بل القيامة بعد الموت. إذ عليك أن تموت لكي تقوم (راجع روم 6، 11. 14)… مت عن الخطايا، وعش لأجل البر بدءًا من اليوم” (مدخل تعليمي 5).
هذا ولفت بندكتس السادس عشر إلى أن التعليم “الإعدادي للأسرار” يشكل قمة تنشئة كيريلس، وكان يلقيها لا على الموعوظين، بل على المعمدين حديثًا في أسبوع الفصح. فكان كيريلس يقول شارحًا سر المعمودية: “لقد تم تغطيسكم في الماء ثلاث مرات وفي كل مرة من هذه الثلاثة قمتم من الماء من جديد، لكي ترمزوا لأيام دفن المسيح الثلاثة ، مقتدين بالتالي، عبر هذا الطقس، بمخلصنا الذي أمضى 3 أيام و3 ليال في جوف الأرض (راجع متى 12، 40).
لقد احتفلتم عبر التغطيس الأول في الماء، بذكرى اليوم الأول الذي قضاه المسيح في القبر، وكذلك في التغطيس الأول اعترفتم بليلته الأولى التي قضاها في القبر: فكما أن الذي في ظلمة الليل لا يرى، والذي في وضح النهار يتمتع بالنور، كذلك أنتم. فبينما كنتم غارقين بالليل ولم يكن بامكانكم رؤية شيء، بخروجكم وجدتم النهار المشع. لقد كانت لكم مياه الخلاص هذه، سر الموت والولادة، قبرًا وأُما… بالنسبة لكم… اتحد زمن الموت بزمن الولادة: وقت واحدٌ فريد حقق الزمنين” (تعليم الإعداد الأسراري 2، 4).
وختم البابا مشيرًا إلى آنية تعليم كيريلس الأسراري فقال: “نحن بصدد تعليم متكامل، يشمل الجسد والنفس والروح، ويبقى نموذجًا للإعداد التعليمي لمسيحي اليوم أيضًا”.
كيريلس الأورشليمي: معلم نموذجي للإعداد الأسراري بحسب البابا بندكتس السادس عشر
الفاتيكان، 27 يونيو 2007 (ZENIT.org). – تحدث البابا بندكتس السادس عشر اليوم الأربعاء، في إطار المقابلة العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس عن كيريلس الأورشليمي الذي تحتفظ الكنيسة بـ 24 عظة تعليمية شهيرة قام بعرضها كأسقف حوالي العام 350.