برقية قداسة البابا بنديكتس السادس عشر الى المؤتمر المسكوني العاشر بين الكاثوليك والأرثوذكس

روما، 19 سبتمبر 2007 (zenit.org). – نظمت جامعة مار أنطونيوس الحبرية في روما و جامعة أرسطو في تسالونيكا، المؤتمر العاشر المسكوني بين الكاثوليك والأرثوذكس.

يعقد المؤتمر العاشر في جزيرة تينوس باليونان تحت عنوان :” ألقديس يوحنا فم الذهب جسر بين الشرق والغرب”، وذلك بمناسبة مرور 1600 سنة على وفاة القديس يوحنا .

وبمناسبة انعقاد المؤتمر، أرسل قداسة البابا برقية الى الكاردينال كاسبر، رئيس المجلس الحبري من أجل وحدة المسيحيين. ننشر في ما يلي نص البرقية.

Share this Entry

إلى أخي المكرم

السيد الكاردينال فالتر كاسبر

رئيس المجلس الحبري من أجل وحدة المسيحيين

بفرح كبير تلقيت خبر المؤتمر المسكوني العاشر، الذي تنظمه جامعة مار أنطونيوس في روما و جامعة أرسطو في تسالونيكي، الذي ستعقد أعماله في جزيرة تينوس، حيث يتعايش أخوياً الأرثوذكس والكاثوليك.

إن التعاون المسكوني في النطاق الجامعي، يساعد على تفعيل الوحدة المرجوة بين المسيحيين. وعلى هذا الصعيد، سبق وعبر، المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، عن إمكانية إقناع كامل شعب الله للبحث عن الوحدة الكاملة. “إن تعليم وتنشئة المؤمنيين الروحية يرتبط بتنشئة الكهنة”.

إن موضوع المؤتمر:” القديس يوحنا فم الذهب، جسر بين الشرق الغرب”، وذلك بمناسبة مرور 1600 سنة على وفاتة في 14 سبتمبر 407، وهذا الموضوع يقدم لنا فرصة لنتذكر أباً من آباء الكنيسة الكبار والذي يحظى بإكرام في الشرق كما في الغرب، وقد كان رجلاً شجاعاً وواعظاً أميناً لكلمة الله، التي على أساسها قام بعمله الرعوي، لقد كان شارحاً ومعلماً لكلمة الله بامتياز، لذا لُقِّب في القرن الخامس بـ “فم الذهب”، وإليه ينسب تأليف الليتورجيا البيزنطية كما يعلم الجميع. وقد تحمل صعاب الاضطهاد و النفي بسبب شجاعته وأمانته للشهادة الإنجيلية. وبعد وقائع تاريخية معقدة، يرقد جثمانه في بازيليك القديس بطرس منذ الأول من مايو 1626، وقد قدم سلفي المكرم البابا يوحنا بولس الثاني، قسماً من ذخائر القديس الى صاحب القداسة البطريرك المسكوني برثلماوس الأول، في 27 نوفمبر 2004، فهكذا يكرم هذا القديس في كل من بازيليك القديس بطرس وكنيسة القديس جورجيوس في الفنار.

إن مؤتمركم يتناول المواضيع المتعلقة بالقديس يوحنا فم الذهب والوحدة مع الكنيسة الغربية، ويدرس بعض المواضيع الحالية، فهكذا يساهم ويدعم ويقوي الوحدة الحق- مع انها غير كاملة- بين الكاثوليك والأرثوذكس، نعم يمكنها ان تصل الى كمالها، والتي تؤهلنا للاشتراك يوماً في الافخارستيا الواحدة. وإننا جمعياً نتطلع الى هذا اليوم المبارك ونشجع خطوات مماثلة لمؤتمركم.

مع هذه المشاعره، أطلب بحرارة أن تحل على لقائكم وكل المشاركين البركة الإلهية : الروح القدس ينير العقول، ويشعل القلوب و يملأ كل واحد من فرح وسلام الرب.

وختاما، أستغنم الفرصة لأرسل سلاماً أخوياً الى المؤمنين الأرثوذكس والكاثوليك في اليونان، وبنوع خاص، الى رئيس أساقفة أثينا وكل اليونان، صاحب الغبطة كريستودولس، متمنياً له الشفاء التام، كيما يستطيع بأسرع وقت معاودة خدمته الراعوية، مؤكداً له صلاتي على هذه النية.

فلتشفع لنا ام الله (الثيوطوقس) المحبوبة والمكرمة بنوع خاص في جزيرة تينوس، كيما تتكلل مقاصدنا المشتركة بالنجاح الروحي المرجو.

كاستل غوندلفو، 12 سبتمبر 2007

بندكتس السادس عشر

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير