روما، 4 أكتوبر 2007 (ZENIT.org) – إن أعضاء المجلس المسكوني للكنائس مدعوون إلى حث “حكومات بلادهم طالبين منها كسر جدار صمت المجتمع الدولي حيال الأزمة الإنسانية في العراق وتقديم مساعدة أنجع للنازحين أو اللاجئين العراقيين” (http://www.wcc-coe.org).
وقد ورد هذا النداء في “بيان حول العراق وجماعاته المسيحية” صادر عن اللجنة التنفيذية للمجلس المسكوني للكنائس إثر دورته التي عقدها بين 25 و28 سبتمبر في إتشمياتزين في أرمينيا. وفي هذا البيان، أكدت الهيئة الإدارية في المجلس على أن “الظروف المعيشية والحقوق الإنسانية لمجموعة واسعة من المجتمع العراقي قد تدهورت بشكل مأساوي منذ عقود من الحرب والفوضى، وهي لا تزال عرضة لمخاطر جمّة […]. ولكن معاناة السكان لا تزال طيّ الكتمان ولا تتراجع حدّتها”.
وبحسب البيان، فإن ثلث سكان العراق بحاجة إلى مساعدة إنسانية ملحة، في حين أن أكثر من نصف السكان يعيش “في فقر مدقع، لا بل في عوز مطلق”. “إن ملك العنف” الذي تمارسه المجموعات المسلحة والقوى العسكرية النظامية والعصابات المسلحة يطال سكان جزء كبير من البلاد ويسفر عن “خسائر فادحة، ورعب مستمر، والحرمان والهجرة”، حيث إن عراقي واحد من أصل ستة قد اضطرّ إلى الهرب من منزله أو حتى مغادرة البلاد.
في ظل هذا الوضع، فإن مصير الجماعات المسيحية في العراق، وإن لم يكن من الممكن فصله عن مصير الجماعات والطوائف الأخرى في البلاد، “يشكل بالنسبة إلى كنائس العالم مصدر قلق إضافي وحافزاً للتحرك”. وكما يلاحظ البيان، فالمسيحيون وإن لم يشكلوا سوى 4% من مجموع السكان، إلا أنهم يشكلون 40% من اللاجئين.
وقد هنأ البيان “القادة الروحيين المسلمين الذين يستعملون سلطتهم للحدّ من العنف في البلاد”. واقترح “اتخاذ موقف مشترك للمسيحيين والمسلمين في العالم لصالح التسامح والتعايش في العراق كرسالة قوية للعراقيين، أياً يكن إيمانهم أو دينهم”.
وفي هذا النص، تطلب اللجنة التنفيذية للمجلس المسكوني للكنائس إلى الكنائس الأعضاء في المجلس تذكّر “شعب العراق وكنائسه في صلواتهم” ومدّهم بـ”مساعدة حثيثة لما يخدم حياتهم الكنسية ووجودهم في مجتمع هو أحوج ما يكون إلى هذه المساعدة”. كما يدعوهم البيان إلى مساعدة الأشخاص النازحين في الداخل والخارج – أي ما يزيد على مليوني نسمة حتى الساعة- وإلى التوعية في أبرشياتهم وبلادهم حول البؤس الذي يعيشه سكان العراق.
وانطلاقاً من الملاحظة بأن “الإستراتيجيات القائمة على استخدام القوة قد قادت البلاد إلى الفوضى”، ذكّر البيان “مرة جديدة بأن الكنائس على الصعيد الدولي لا تساند السياسات القائمة على مبدأ الإحتلال”. وفي “تعميم حول الأزمة الإقليمية في العراق والشرق الأوسط”، جددت اللجنة التنفيذية للمجلس المسكوني للكنائس دعمها مبدأ “انسحاب كافة القوات المسلحة الأميركية من العراق واستبدالها ببرامج سياسية وإقتصادية وأمنية عراقية متعددة الأطراف”.
وقد أطلقت مجموعة “العمل المشترك للكنائس” منذ فترة وجيزة نداءً من أجل جمع مبلغ 873000 دولار أميركي لمساعدة النازحين واللاجئين العراقيين في البلدان المجاورة، ويُقدَّر عددهم بمليون وأربع مئة ألف في سوريا وقرابة 750000 في الأردن. ومجموعة “العمل المشترك للكنائس” ACT International متواجدة في المنطقة من خلال أعضائها المتمثلين بمجلس كنائس الشرق الأوسط والجمعيات الخيرية المسيحية الأرثوذكسية العالمية ومجموعة مساعدة الكنيسة النروجية.