بكركي / لبنان، 3 أكتوبر 2007 (zenit.org). – عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري برئاسة البطريرك الماروني الكارينال مار نصرالله بطرس صفير، قبل ظهر اليوم في بكركي. ننشر في ما يلي البيان الصادر عن هذا اللقاء

نص البيان

"يوم الاربعاء في الثالث من تشرين الأول 2007، عقد اصحاب السيادة المطارنة الموارنة اليوم اجتماعهم الشهري برئاسة صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، وفي نهاية الاجتماع، اصدروا البيان الاتي تلاه امين سر البطريركية المونسنيور يوسف طوق.

1-  ان الجدل القائم حول من سيكون رئيسا للجمهورية اللبنانية، وما يجب ان يتمتع به من صفات تخوله تبوؤ هذا المنصب الكبير، لهو جدل لا يؤدي وحده الى نتيجة. فلو كان عندنا احزاب سياسية تواكب وضع البلد، وتختار من بين المسؤولين فيها من ترشحه لهذا المنصب، لكنا في غنى عن هذه البلبلة التي تشهدها اليوم وليس لها ما يبررها. ويبقى الاهم اجراء انتخاب الرئيس في موعده ووفق الشروط الدستورية لكي لا تتعرض البلاد للفراغ وما يتبعه من فوضى خطيرة.

2- ان الوضع الاقتصادي المتأزم، وانتفاء فرص العمل، حملا الشباب اللبناني على الهجرة، بعيدة كانت ام قريبة، وهذا ما ساعد على هذا الشلل الذي نشهده في كل القطاعات اللبنانية، وهو شلل قاتل يزيد في ثقل ما يرهق كاهل لبنان من ديون باهظة.

3-  لقد آن الاوان لتحرير الوسط التجاري وما حوله حيث كانت تقوم محال تجارية ومطاعم وفنادق تدل دلالة واضحة على ما تتميز به عاصمتنا بيروت من نشاط وحيوية جعلتها قبل الانظار. ان عودها الى سابق عهدها من العمران والازدهار، ولو انتقل بعض شاغليها الى بلدان عربية اخرى، هو عمل وطني مشكور.

4- ان النيران التي اشتعلت في معظم المناطق اللبنانية تقريبا، من الشمال الى الجنوب واتت على مساحات شاسعة من الاشجار الخضراء، وفي بعض الاماكن على عدد من البيوت، جعلت جوانب خضراء من هذا البلد سوداء. وهنا ترتسم اسئلة عن هذا الحريق الكبير، فمن في استطاعته ان يجيب عنها؟ وقد وقعت اضرار بالغة، فهل من يبادر الى التعويض عنها؟

5- ان متطلبات ادخال التلامذة الى المدارس في هذه الايام تظهر العجز الكبير الذي يعانيه الاهلون عن القيام بواجباتهم تجاه اولادهم، وهذا يقتضى له لفتة من الدولة والمجتمع والمسؤولين عن هذه المدارس لكي لا يبقى طالب خارج المدرسة. ومعلوم ان اولى ثروات لبنان العلم والثقافة.

6- ان الغموض الذي يكتنف الوضع القائم في لبنان يدعونا جميعا الى رفع عقولنا الى الله لنسأله، في هذا الشهر المكرس للعذراء سيدة الوردية، ان يلهمنا سواء السبيل، ونعمل متضافرين لانهاض بلدنا مما يشكوه من ركود وسوء حال، ونضع جانبا الكيديات والمماحكات، ومعلوم ان الاوطان ليس لها غير ابنائها لتنهضها من كبوتها وتعيد اليها طمأنينتها وازدهارها".